قام معرض جدة للكتاب 2025 بتنظيم ورشة عمل بعنوان “آليات الترجمة الذكية ومعضلاتها التقنية”، حيث قدمتها الدكتورة عبير القحطاني، تناولت مفهوم الترجمة الذكية وتطورها التاريخي، وأهميتها في العصر الرقمي، إلى جانب آليات عملها والتحديات التي تواجهها، لا سيما فيما يتعلق باللغة العربية.
ورشة عمل في معرض جدة للكتاب
أوضحت القحطاني أن المحاولات الأولى للترجمة الآلية تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، أي قبل نحو 80 عامًا، قبل أن يشهد المجال تطورًا سريعًا مع التقدم التقني، وتزايد الاعتماد على الحلول الذكية في مختلف المجالات. وأكدت أن الترجمة الذكية الحديثة تعتمد على نماذج احتمالية واسعة، تسعى لتوقّع الترجمة الأنسب بالنظر إلى السياق العام للنص، مستندة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، لمحاكاة الفهم اللغوي والسياقي بدل الاكتفاء بالنقل الحرفي للكلمات.
تحديات الترجمة الذكية مع اللغة العربية
وأشارت القحطاني إلى أن التحديات تتضاعف عند التعامل مع اللغة العربية بسبب:
غياب التشكيل
تعقيد الإعراب
كثرة الضمائر المتصلة
كما أشارت إلى أن هذه الصعوبات قد تؤدي إلى ترجمات صحيحة شكليًا، لكنها تفتقر إلى الدقة المعنوية. وأضافت أن الترجمة الذكية تواجه صعوبة في نقل المصطلحات والكلمات العربية بالمعنى الدقيق، ما يجعل الاعتماد الكلي على ترجمة الآلة أمرًا غير ممكن.
المعضلات التقنية
تناولت الورشة أبرز المشكلات التقنية التي تواجه أنظمة الترجمة الذكية، منها:
قضايا السرية والأمان في بعض المنصات
ارتفاع تكاليف الاشتراك
الاعتماد على الاتصال المستمر بالإنترنت
صعوبة التعامل مع السياق، الغموض الدلالي، اللغة المجازية والاصطلاحية
تحديات ترجمة النصوص المتخصصة
الترجمة الذكية ودور المترجم
اختتمت القحطاني الورشة بالتأكيد على أن الترجمة الذكية تظل أداة مساندة تبرز حدود الآلة، وتؤكد أهمية وعي المترجم وحسه الثقافي ودوره الإنساني في اتخاذ القرار الترجمي السليم.
تأتي هذه الورشة في سياق الجهود الرامية إلى تعريف المهتمين بالمستجدات التقنية في مجال الترجمة، وتوضيح الفروق بين قدرات الذكاء الاصطناعي وحدودها، خاصة مع لغات معقدة مثل العربية.















