في إنجاز طبي دقيق، نجح فريق متخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى أحد، التابع لتجمع المدينة المنورة الصحي، في إجراء تدخل جراحي معقّد لإنقاذ حياة رضيع يبلغ من العمر 29 يومًا، وُلد وهو يعاني من تشوهات خلقية متعددة، أبرزها خلل في نمو الهيكل العظمي، قِصر في الرقبة والأطراف، إضافة إلى شق حنكي نادر على شكل حرف “U”.
ضيق تنفسي وتعفن دم محتمل
بدأت فصول القصة عندما أُدخل الطفل إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وهو يعاني من ضيق تنفسي حاد، وسط اشتباه في تعفن الدم، ما استدعى وضعه فورًا على جهاز التنفس الصناعي باستخدام إعدادات دقيقة تراعي حالته الهشة. وكشفت الفحوصات الطبية عن مشكلات قلبية، تضمنت فتحة بين البطينين (VSD)، وقناة شريانية مفتوحة (PDA)، وقصورًا متوسطًا في الصمام ثلاثي الشرفات.
تدخل جراحي دقيق لمجرى التنفس
ونظرًا لاعتماده الطويل على التنبيب الرغامي، اتخذ الفريق الطبي قرارًا بإجراء عملية عاجلة لفتح القصبة الهوائية، بعد فحص دقيق للشعب الهوائية باستخدام المنظار، وسط تحديات كبيرة بسبب التشوهات الخلقية التي تضمنت قِصرًا في الرقبة وتشوهًا في الفك وشق الحنك.
أُجريت العملية تحت إشراف فريق التخدير الذي اتخذ تدابير بالغة الدقة لتأمين مجرى التنفس، باستخدام أدوية مخدرة مناسبة لوزن الرضيع (3.8 كغم)، وأجهزة متقدمة، مع وضع الرقبة في وضعية حيادية تضمن سلامة الهيكل العظمي، واعتماد تهوية استراتيجية لحماية الرئتين وضمان استقرار الدورة الدموية.
نجاح العملية وخروج آمن
وبعد جهود متكاملة من فرق العناية المركزة والتخدير وأمراض القلب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، تكللت العملية بالنجاح. نُقل الرضيع بعد العملية إلى وحدة العناية المركزة في حالة مستقرة، قبل أن تشهد حالته الصحية تحسنًا تدريجيًا، ليتمكن من مغادرة المستشفى بصحة جيدة بعد رحلة علاجية معقدة بدأت منذ ولادته.
تجسيد للخبرة والتكامل الطبي
يمثل هذا الإنجاز الطبي نموذجًا لتكامل التخصصات الطبية الدقيقة في مواجهة التحديات المعقدة، ويُجسد تطور الرعاية الصحية في المملكة، لا سيما في مجال طب حديثي الولادة والتدخلات الجراحية عالية الخطورة.