المحتويات
أكد تقرير شركة “براند فاينانس” لعام 2025 أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) حافظ على صدارته كصاحب أعلى علامة تجارية قيمة بين صناديق الثروة السيادية في العالم، وذلك للعام الثاني على التوالي، في إنجاز يعكس اتساع تأثيره العالمي وتقدمه المتسارع في تحقيق مستهدفاته الاستراتيجية ضمن رؤية المملكة 2030.
ووفقًا للتقرير الصادر عن الشركة العالمية المتخصصة في تقييم العلامات التجارية، بلغت قيمة علامة صندوق الاستثمارات العامة نحو 1.2 مليار دولار أمريكي، مسجلة نموًا بنسبة 11% مقارنةً بعام 2024، ما جعله الأسرع نموًا من بين نظرائه من صناديق الثروة السيادية الكبرى.
كما احتل الصندوق المركز السابع عالميًا من حيث نسبة الأصول المُدارة إلى قيمة العلامة التجارية، ليكون الوحيد ضمن العشرة الأوائل عالميًا في هذا التصنيف.
أداء متميز وتأثير متزايد في الأسواق العالمية
فيما يتعلق بـ قوة العلامة التجارية، أحرز الصندوق المركز الثاني على مستوى العالم، مسجلًا 62.9 نقطة وتصنيف A+، وهو ما يعكس تنامي حضوره المؤثر في سلوك المستثمرين وأصحاب المصلحة، كما يعزز مكانته كشريك جذاب للتمويل، ويؤكد جاذبيته للكوادر البشرية والشراكات العالمية.
واعتبرت “براند فاينانس” أن هذا الأداء المتفوق لا يُقاس فقط بالنمو الكمي في قيمة الأصول، بل يمتد إلى نجاح الصندوق في تعزيز الوعي العالمي بأنشطته، وترسيخ ثقافة التأثير الاقتصادي الإيجابي، في انسجام تام مع توجهات المملكة نحو اقتصاد مستدام ومتنوع.
الريادة السعودية في الاستثمارات ذات التأثير العالمي
أبرز التقرير أن من بين أهم عوامل ارتفاع قيمة العلامة التجارية للصندوق هو التوسع الكبير في الاستثمارات المؤثرة، خاصة في قطاع الرياضة العالمي.
حيث أشار الرئيس التنفيذي لشركة “براند فاينانس”، ديفيد هاي، إلى أن استحواذ الصندوق على نادي نيوكاسل الإنجليزي، إلى جانب استثماراته في رياضات عالمية مثل الغولف والتنس وسباقات السيارات الكهربائية، ساهم بشكل ملحوظ في بناء صورة مرموقة للصندوق على المستوى الدولي.
وأوضح التقرير أن عام 2024 شهد توقيع شراكات رياضية كبرى ضمن مبادرة E360 مع مؤسسات دولية مثل رابطة محترفي التنس (ATP)، ورابطة محترفات التنس (WTA)، واتحاد الكونكاكاف، إضافة إلى بطولات “فورمولا إي”، و”إكستريم إي”، و”إي 1″، الأمر الذي أسهم في توسيع قاعدة الجمهور المستهدف وفتح أسواق جديدة أمام أنشطة الصندوق.
تحسن ملحوظ في مؤشرات الأداء والحوكمة
بالتزامن مع هذه الإنجازات، شهد صندوق الاستثمارات العامة تحسنًا كبيرًا في تصنيفه الائتماني؛ حيث رفعت وكالة موديز تصنيفه إلى Aa3 خلال عام 2024، بينما أكدت وكالة فيتش تصنيفه عند A+ مع نظرة مستقبلية مستقرة.
كما كشف تقرير صادر عن مؤسسة Global SWF أن الصندوق احتل المركز الأول عالميًا في الالتزام بمعايير الحوكمة والاستدامة والمرونة (GSR) بنسبة التزام بلغت 100%، وذلك ضمن قائمة ضمت 200 مستثمر سيادي حول العالم.
وبحسب التقرير، نجح الصندوق منذ عام 2017 في تأسيس نحو 103 شركة جديدة، وساهم في خلق أكثر من 1.1 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة محليًا ودوليًا، مما يعكس دوره المحوري في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة.
استراتيجية طموحة للنمو المستدام حتى عام 2025
ضمن إستراتيجيته للفترة الممتدة من عام 2021 حتى نهاية عام 2025، يسعى صندوق الاستثمارات العامة إلى تحقيق عدة أهداف محورية، من أبرزها:
- استثمار تراكمي يبلغ تريليون ريال سعودي (ما يعادل 267 مليار دولار) في المشاريع والاستثمارات المحلية.
- المساهمة بما يعادل 1.2 تريليون ريال سعودي (320 مليار دولار) في الناتج المحلي غير النفطي.
- رفع حجم الأصول تحت الإدارة إلى ما يقارب 4 تريليونات ريال سعودي (1.07 تريليون دولار) بنهاية عام 2025.
وقد بلغ حجم الأصول التي يديرها الصندوق حتى وقت صدور التقرير نحو 3.47 تريليون ريال سعودي (925 مليار دولار)، وهو ما يعكس التقدم الملحوظ في مسار تحقيق الأهداف الاستراتيجية للصندوق.
مقارنة مع كبريات المؤسسات الاستثمارية العالمية
على مستوى الشركات الاستثمارية العالمية، تصدرت شركة “بلاك روك” الترتيب بقيمة علامة تجارية بلغت 8.3 مليار دولار، تلتها شركة “جي بي مورغان” بقيمة وصلت إلى 7.2 مليار دولار.
أما من حيث قوة العلامة، فاحتفظت “جي بي مورغان” بالمركز الأول، تلتها “بلاك روك”، في حين حل صندوق الاستثمارات العامة في المركز الثاني ضمن فئة صناديق الثروة السيادية.
منهجية التقييم التي اعتمدتها “براند فاينانس”
اعتمدت شركة “براند فاينانس” في تقييمها على دراسات واستطلاعات شملت أكثر من 175 ألف مشارك موزعين على 31 قطاعًا اقتصاديًا وفي 41 دولة، لتشكل بذلك أول دراسة شاملة من نوعها تركز على تقييم العلامات التجارية لصناديق الثروة السيادية عالميًا، وتقدم مؤشرات دقيقة حول الأداء المؤسسي والتأثير الاقتصادي والاستثماري لكل صندوق.

