قال عالم المصريات ووزير الآثار المصرية الأسبق زاهي حواس في تصريحات خاصة لموقع تفاعل السعودية إن الاهتمام بآثار الملكة العربية السعودية لم يعد مفتصرا على العصر الإسلامي وما قبله بل تعدى ذلك بكثير فقد شمل عصور نما قبل التاريخ.
وأضاف العالم الكبير خلال تصريحاته لموقع تفاعل السعودية: بحثت المملكة في الفترة الأخيرة عن خطوات وجود الإنسان الأول على الجزيرة العربية لنعرف من خلال النتائج التي تصل إليها ماذا حدث في الجزيرة العربية خلال هذه الفترة التي لم يتم دراستها من قبل.
وقال وزير الآثار الأسبق إن المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة لديها الكثير من الاكتشافات الحديثة، وقد دلت تلك الاكتشافات في المملكة على أن أن منطقة الجزيرة العربية في عصور ما قبل التاريخ كانت تتمتع بكل مقومات الحياة الميزة فقد كانت عامرة بالماء والطقس والخضرة.
وأكمل عالم المصريات زاهي حواس حديثه قائلا: اكتشف العلماء ومنهم فريق الجزيرة العربية الخضراء في منطقة تل الغضاة الموجودة شمال شرقي تيماء، اكتشفوا ما يسمى “عظمة الإصبع الأوسط” وأكد الاكتشاف أنها تعود إلى عصر الهولوسين وهو عصر لم يكن معروفا من قبل.
وأثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان في فترة العصور ما قبل التاريخ بدأ يترك حياته البدائية ويتحول إلى حياة الاستقرار، وقام الباحثون بإطلاق “الإنسان العاقل” على إنسان هذا العصر البدائي وذلك لأنه بدأ يبحث عن استقرار معيشته وبناء حياته.
وأضاف العالم الكبير زاهي حواس: لقد تمّ العثور على عظام متحجرة لأحد المخلوقات التي انقرضت وهو فيل الماموث، وهذا أكبر دليل على أن الجزيرة العربية كانت تتمتع بمناخ رطب مهيأ ليعيش فيها الماموث قبل التاريخ.
وأكمل حديثه قائلا: هناك منطقة أخرى بوادي الدواسر، يعود تاريخها لفترات العصر الحجري الحديث، وأكد العلماء ان هذا التاريخ يقدر بنحو 9 آلاف عام.
وعُثر أيضا في هذا الموقع على آثار تعود إلى العصر الحجري الوسيط، وتم العثور على آثار أخرى في موقع صفاقة الأثري بمحافظة الدوادمي في الرياض.
وقال حواس: قد تم تنفيذ العديد من البعثات في الرياض منها أعمال مسوحات أثرية أسفرت نتائجها عن وجود دلالات للجماعات الأشولية قبل 200 ألف عام، وكل ذلك يعد دليلاً على أحدث المواقع الأشولية في جنوب غربي آسيا.
واختم حواس تصريحاته لتفاعل السعودية قائلا: إن بداية الإنسان القديم كانت في جنوب غربي آسيا، ولكن الجديد هو قيام مجتمع بالجزيرة العربية، مؤكدا أن كلها دلائل علمية لا تقبل الشك في أن خطوات الإنسان الأولى بالجزيرة العربية تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد.