المحتويات
في إنجاز استثنائي يعكس غنى المطبخ السعودي وتنوّع تراثه، نالت منطقة عسير لقب “منطقة فنون الطهي العالمية 2024” من قبل منظمة IGCAT الدولية، لتصبح بذلك أول منطقة خارج القارة الأوروبية تنال هذا التقدير العالمي.
من عسير إلى العالم.. رحلة ترشيح بدأت بالترحاب
جاء الترشيح تحت شعار “مرحباً ألف – عسير، أرض الألف ترحيب”، وهو عنوان يعكس دفء أهل المنطقة وكرمهم الأصيل. وقد قدّمت عسير ملف ترشيحها في نهاية عام 2021، قبل أن تستقبل لجنة تقييم دولية من IGCAT خلال زيارة ميدانية استمرت من 27 فبراير حتى 1 مارس 2022، اطلعت خلالها اللجنة على أبرز ملامح المنطقة الثقافية والاقتصادية والبيئية.
خطة عمل مستدامة تضمن الأثر طويل الأمد
لم يكن الترشح كافيًا لنيل اللقب؛ فقد طُلب من عسير تقديم خطة عمل شاملة تضم مشروعات واقعية وبرامج ثقافية وسياحية وتنموية تمتد لما بعد عام 2024، بهدف تحقيق استدامة حقيقية على أرض الواقع. وبالفعل، أظهرت الخطة التزامًا واضحًا بإحداث تحوّل إبداعي في المنطقة، ما دفع مجلس إدارة IGCAT إلى التصويت بالموافقة رسميًا على منح عسير هذا اللقب.
ثقافة الطهي في عسير تلهم العالم
أثنت لجنة التحكيم على تفاعل المجتمع المحلي وحماسه لنقل ثقافته إلى العالم، مشيرةً إلى أن “الشمس تشرق من عسير”، في إشارة إلى دور المنطقة في إحياء ثقافة الطهي المحلية وربطها بالتنمية المستدامة. وأكدت اللجنة أن اللقاءات التي جمعتهم مع طهاة ومزارعين وروّاد أعمال ومبدعين محليين، أظهرت حبًا حقيقيًا للتراث واعتزازًا بالهوية.
شراكات متعددة لبناء مستقبل ذوقي وثقافي
جاء إعداد ملف الترشيح بجهد جماعي مثمر من مختلف القطاعات، الحكومية والخاصة وغير الربحية، إلى جانب مؤسسات أكاديمية. ومن أبرز الشركاء المشاركين في هذه المبادرة: هيئة فنون الطهي، هيئة التراث، الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، هيئة تطوير منطقة عسير، شركة السودة، هيئة السياحة، جامعة الملك خالد، غرفة أبها، قوت، وبنيان.
موعد التتويج الرسمي بلقب عالمي
سيتم تسليم اللقب رسميًا خلال حفل عالمي يُقام يوم 24 سبتمبر 2022، ضمن فعاليات معرض “تيرا مادري – صالون الذوق” في مدينة تورينو الإيطالية، بحضور رئيسة المنظمة الدكتورة ديان دود، وعدد من الشخصيات الدولية والجهات الداعمة للغذاء المستدام.
آمال كبيرة وأهداف مستقبلية
يعوّل أصحاب الشأن في عسير على هذا الإنجاز ليكون بوابة لتسليط الضوء على التنوع الثقافي والمطبخي والسياحي في المنطقة، وتعزيز السياحة البيئية، وربط القطاعات المختلفة في منظومة تكاملية تدفع باتجاه نمو اقتصادي دائري ومستدام.