المحتويات
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة ورفع جودة الحياة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن مشروع تطوير جزيرة دارين وتاروت، الذي يأتي بدعم من مجلس الوزراء وبقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويهدف إلى تحويل الجزيرة التاريخية إلى وجهة متكاملة ذات أبعاد ثقافية وسياحية واقتصادية.
جزيرة دارين وتاروت تاريخية عمرها آلاف السنين
تقع جزيرة دارين وتاروت على سواحل الخليج العربي وتتبع إداريًا محافظة القطيف في المنطقة الشرقية.
وتُعد من أقدم مناطق الاستيطان البشري في الجزيرة العربية، إذ يعود تاريخها المعروف إلى أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد. وتحتضن الجزيرة أكثر من 11 موقعًا تراثيًا وتاريخيًا من أبرزها قلعة تاروت، وقصر الفيحاني (دارين)، بالإضافة إلى مطار دارين الذي يُعد أول مطار في تاريخ المملكة.

تراث غني وطبيعة فريدة
تتميز الجزيرة بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها في الماضي مركزًا مهمًا للتبادل التجاري، خاصة في تجارة اللؤلؤ والعطور والمنسوجات التي كانت تأتي من الهند والصين وأفريقيا.
كما تحتضن سواحل الجزيرة غابات القرم (المانجروف)، وهي من الأنظمة البيئية المهمة في الخليج العربي، ما يعزز من قيمتها البيئية والاقتصادية.
أهداف مشروع تطوير جزيرة دارين وتاروت التنموي
جاء إنشاء مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت في إطار رؤية تنموية طموحة تهدف إلى:
- الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي من خلال ترميم وتأهيل المواقع الأثرية مثل قلعة تاروت ومطار دارين.
- إحياء البيئات الطبيعية وتعزيز استدامة الأنظمة البيئية المحلية.
- تحسين جودة الحياة للسكان وتعزيز البنية التحتية والخدمات.
- تحفيز القطاع السياحي وتوفير فرص استثمارية جديدة تعزز من تنويع الاقتصاد.
- ويعتمد المشروع على ثلاث ركائز استراتيجية رئيسية:
- المحافظة على التراث الثقافي والتاريخي.
- تنمية واستدامة المواقع البيئية.
- تعزيز الاقتصاد السياحي وتحسين المعيشة.

ميزانية تقديرية واستثمار مستقبلي
تبلغ المساحة الإجمالية للجزيرة نحو 32 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها أكثر من 120 ألف نسمة.
وقد خُصص للمشروع ميزانية تقديرية بقيمة 2.644 مليار ريال سعودي، بهدف استغلال الميزات النسبية للجزيرة وتحويلها إلى نقطة جذب ثقافي وسياحي رائدة على مستوى الخليج والمنطقة.
موقع استراتيجي على خريطة التنمية الوطنية
تُعد تاروت رابع أكبر جزيرة في الخليج العربي بعد قشم وبوبيان والبحرين، مما يمنحها وزنًا استراتيجيًا، ليس فقط على المستوى المحلي، بل الإقليمي أيضًا.
كما تربطها علاقات تاريخية مع حضارات كبرى مثل دلمون، والفرس، والحضارة السومرية، وتشير الاكتشافات الأثرية إلى استمرارية الاستيطان فيها منذ آلاف السنين.