ضمن مساعي المملكة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتوطين الصناعات المتقدمة، تم الإعلان عن بدء إنشاء أول مصنع متكامل لشركة “هيونداي موتور” الكورية في السعودية، بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة، وذلك ضمن مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في رحلة التعاون بين المملكة و”هيونداي” التي تعود لأكثر من أربعة عقود، ويأتي تعزيزًا لثقة المستثمرين الدوليين في البيئة الاستثمارية للمملكة. ويتوقع أن يبدأ المصنع عملياته الإنتاجية أواخر عام 2026 بطاقة سنوية تصل إلى 50 ألف مركبة تشمل السيارات الكهربائية والمركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي.
هذه الشراكة تتم عبر رؤية استراتيجية يقودها صندوق الاستثمارات العامة بهدف استقطاب كبرى الشركات العالمية، وتعزيز الصناعة المحلية بما يسهم في نقل التقنية وتوطين الإنتاج، إلى جانب خلق فرص وظيفية مستدامة. ومن المتوقع أن يضيف المصنع حوالي 18.7 مليار ريال للاقتصاد المحلي بحلول 2045.
يقود هذا التحول معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، بالتعاون مع المركز الوطني للتنمية الصناعية، الذي لعب دورًا محوريًا في جلب هذه الاستثمارات النوعية. وكان ذلك نتيجة مفاوضات امتدت منذ ديسمبر 2022 وتوجت بزيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية لمتابعة تفاصيل المشروع مع مسؤولي الشركة.
يدخل هذا المصنع ضمن مخطط أوسع لمجمع الملك سلمان لصناعة السيارات، والذي يهدف لاستقطاب 3 إلى 4 شركات عالمية قادرة على إنتاج أكثر من 300 ألف مركبة سنويًا. كما يعزز المشروع مكانة المملكة كمركز صناعي إقليمي وعالمي في قطاع السيارات. وتطمح “هيونداي” من خلال هذا المشروع لتلبية احتياجات المستهلكين المحليين والإقليميين بمنتجات مبتكرة ومستدامة.
في ظل هذه التطورات، تقترب المملكة من تحقيق أهداف رؤية 2030 التي تسعى لتحويلها إلى مركز عالمي للصناعات المتقدمة، خصوصًا في قطاع السيارات، مع بناء سوق محلي قوي ومستدام للسيارات الكهربائية والميكانيكية على حد سواء.