تمكن فريق طبي متخصص في مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية بالمدينة المنورة من إنقاذ حياة فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، بعد أن أُصيبت بمرض نادر تسبب في تجلط كامل لأوردة الكبد والبطن والطحال، مما أدى إلى نزيف داخلي حاد ومتكرر كاد أن يودي بحياتها.
فريق طبي ينقذ فتاة من الموت
وأوضح تجمع المدينة المنورة الصحي أن الفتاة نُقلت إلى قسم الطوارئ عن طريق الإسعاف، وهي في حالة غيبوبة تامة نتيجة نزيف داخلي شديد ناتج من انفجار دوالي المعدة. وكشفت الفحوصات والأشعة عن انسداد تام في جميع الأوردة الحيوية داخل البطن، إلى جانب وجود دوالي نازفة خطيرة تشكل تهديدًا مباشرًا لحياتها.
ونظرًا لخطورة الحالة وغياب البدائل العلاجية التقليدية، قرر الفريق الطبي تنفيذ إجراء تداخلي عالي الخطورة، تمثل في محاولة إعادة فتح الأوردة المسدودة وتركيب دعامة كبدية تربط الوريد البابي المسدود بأوردة الكبد، باستخدام تقنيات الأشعة التداخلية. وأشار الفريق إلى أن نسبة الوفاة أثناء الإجراء كانت مرتفعة، إلا أن الحاجة الماسة للتدخل فرضت اتخاذ القرار.
بدأت العملية في تمام الساعة الثالثة عصرًا واستمرت 11 ساعة متواصلة، شهدت تنسيقًا دقيقًا بين عدد من التخصصات الطبية، أبرزها الأشعة التداخلية والتخدير، وسط تحديات كبيرة تمثلت في إغلاق جميع الأوردة بشكل كامل. وتمكن الفريق من فتح أول وريد مغلق قبيل منتصف الليل، وتُوجت الجهود بنجاح تركيب الدعامة الكبدية عند الساعة الثانية فجرًا.
وأكد التجمع الصحي أن العملية تُعد من أدق وأعقد الإجراءات التداخلية التي تم تنفيذها في المنشأة، وقد ساهم في نجاحها فريق متعدد التخصصات. وأشار إلى أن الفتاة تتمتع اليوم بصحة جيدة، وتُتابع حالتها في العيادة المختصة، بعد أن تجاوزت مرحلة الخطر بفضل العمل الجماعي والتدخل الطبي الاستثنائي.