كشف الدكتور عبد الله المسند، الباحث في الطقس والمناخ، عبر تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”، عن ظاهرة طبيعية نادرة تُعرف باسم “إعصار النار”، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الظاهرة الفريدة قبل أكثر من 1400 عام في قوله تعالى: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ).
وأوضح الدكتور المسند أن هذه الظاهرة تنشأ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أثناء الحرائق الكبيرة، مثل تلك التي تشهدها مدينة لوس أنجلوس حاليًا. تصل الحرارة أحيانًا إلى 1000 درجة مئوية، مما يؤدي إلى ارتفاع الهواء الساخن لقلة كثافته، مُكوّنًا منخفضًا جويًا فوق منطقة الحريق. هذا التخلخل في الهواء يُحفّز الرياح السطحية للدخول باتجاه المركز، مما يزيد من قوة وانتشار الحريق بشكل هائل.
وأضاف الباحث أن هذه الظروف قد تؤدي إلى تشكّل أعمدة نارية تدور حول نفسها، تُعرف بـ”إعصار النار” أو “firenado”. ويُعتبر هذا الإعصار ظاهرة مرئية تجمع بين دوران الهواء الساخن وصعود اللهب إلى طبقات الجو العليا.
حقائق مذهلة عن إعصار النار:
ندرة الحدوث: إعصار النار ظاهرة نادرة، وعمرها قصير جدًا.
الاتجاه الدوراني: يدور عكس اتجاه عقارب الساعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ومع اتجاهها في النصف الجنوبي.
الأبعاد: يبلغ قطره بضعة أمتار فقط، ويرتفع من بضعة أمتار إلى 60 مترًا، وقد يصل أحيانًا إلى 300 متر كما حدث في حريق كاليفورنيا عام 2018.
القوة الهائلة: سرعة الدوران قد تصل إلى 265 كم/ساعة، ودرجة الحرارة إلى 1480 درجة مئوية.
وأشار المسند إلى أن العرب في زمن نزول القرآن لم يشهدوا هذه الظاهرة بسبب غياب الغابات الكثيفة في بيئتهم، ما جعل بعض المفسرين يربطون النار بالسموم. إلا أن الإعجاز القرآني يظهر في دقة وصف الظاهرة، التي اكتُشفت تفاصيلها لاحقًا بواسطة العلم الحديث.
إعصار النار… إبداع إلهي
واختتم الدكتور المسند حديثه بتأمل عظمة الخالق في هذه الظاهرة، حيث تُظهر قوة وإبداع صنع الله الذي سخّر الطبيعة لتكون جنديًا من جنوده متى شاء.