مدينة ملبورن الأسترالية دائمًا ما تشتهر بابتكاراتها في عالم الطعام، لكن تجربة “Dans Le Noir?” تضيف بعدًا مختلفًا كليًا. هنا، لا يعتمد الزائر على عينيه أثناء تناول الطعام، بل على حواسه الأخرى، ليعيش مغامرة استثنائية تخرج عن المألوف وتبقى عالقة في الذاكرة.
ما هو مطعم Dans Le Noir؟
انطلقت فكرة “في الظلام؟” من باريس عام 1997، بدعم من مؤسسة فرنسية تُعنى بالمكفوفين، حيث يعمل في هذه المطاعم عدد كبير من ذوي الإعاقات البصرية. الفكرة سرعان ما لاقت رواجًا عالميًا، لتصبح اليوم موجودة في مدن رئيسية حول العالم، من بينها ملبورن.
كيف تتم تجربة الطعام في الظلام؟
منذ لحظة الدخول، تُعصب عيون الزوار ليبدأوا رحلة مختلفة تمامًا. يتم تقديم وجبات مكوّنة من ثلاثة إلى خمسة أطباق، دون أن يعرف الضيوف مسبقًا ما سيأكلونه. الهدف هو تحفيز الحواس الأخرى كالشم والتذوق واللمس، إلى جانب خوض تحديات بسيطة مثل إيجاد أدوات المائدة أو صب الماء.
مطعم Dans Le Noir في ملبورن
يقع المطعم في منطقة ساوث يارا، ويقدّم قوائم متنوعة تشمل اللحوم، الأسماك، أو الخيارات النباتية. يمكن للزوار إضافة مشروبات مفاجئة لمزيد من الإثارة. التجربة تبدأ بمرافقة النادل للضيوف في “قطار بشري” يقودهم إلى قاعة مظلمة بالكامل، لتبدأ المغامرة التي تختلط فيها الحواس بالمفاجآت.
الفرق بين الطعام التقليدي وتناول الطعام في الظلام
الاختلاف الأكبر يكمن في غياب البصر. في حين يعتمد التذوق عادة على مظهر الطعام، فإن تناول الطعام في الظلام يكشف أهمية الحواس الأخرى. الضيوف يكتشفون قوام الطعام وروائحه بطريقة مختلفة تمامًا، وهو ما يمنح التجربة عمقًا جديدًا ورسالة إنسانية مؤثرة.
البعد الإنساني للتجربة
إلى جانب المتعة، تسلط التجربة الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها ضعاف البصر، إذ أن أكثر من نصف طاقم العمل في هذه المطاعم من المكفوفين أو ضعاف البصر. بذلك، تجمع التجربة بين الترفيه والدعم المجتمعي، لتخلق وعيًا أعمق لدى الزوار.
تجربة “Dans Le Noir?” في ملبورن ليست مجرد وجبة عشاء، بل رحلة حسية وإنسانية تدفعك للتفكير في أبسط تفاصيل حياتك اليومية. إنها دعوة للخروج من منطقة الراحة، والاستمتاع بالطعام بطريقة غير تقليدية، مع تقدير أكبر لأولئك الذين يعيشون “في الظلام” كل يوم.