حققت جدة المرتبة 74 عالميًا في مؤشر جودة الحياة لعام 2025 بحسب منصة Numbeo، لتتصدر بذلك المدن السعودية في التصنيف، وتأتي ثانيًا على مستوى العالم العربي بعد العاصمة العُمانية مسقط. هذا الإنجاز يعكس التطور المتسارع الذي تشهده المدينة بفضل المشاريع التنموية التي جعلت الحياة أكثر أمانًا وراحة للسكان والزوار.
واجهات بحرية تدمج المتعة بالاسترخاء
كانت المشاريع البحرية من أبرز ملامح التحول الحضري في جدة، حيث تمتد خمس واجهات ساحلية حديثة تضم مسارات للمشي والدراجات، وساحات مفتوحة للعائلات، ومناطق ألعاب للأطفال، بالإضافة إلى مجسمات فنية تعكس هوية المدينة. كما تم تجهيز هذه الواجهات بمطاعم ومقاهي، ومرافق خدمية وسقالات تسمح للزوار بالاقتراب أكثر من البحر، مع برامج صيانة دائمة للحفاظ على نظافة الشواطئ وحماية البيئة البحرية.
حدائق واسعة في قلب الأحياء
عززت أمانة جدة المساحات الخضراء عبر افتتاح أكثر من 445 حديقة موزعة في مختلف الأحياء، من بينها حديقة السجى التي تدمج بين مسارات متنوعة وحدائق مترابطة، وحديقة الأمير ماجد التي تُعد الأكبر بمساحة تتجاوز 130 ألف متر مربع، حيث توفر ممرات مظللة وألعاب عائلية لتكون نقطة التقاء للأجيال المختلفة.
شوارع أكثر أمانًا وراحة للمشاة
حرصت المشاريع التطويرية على تحسين تجربة الحركة اليومية من خلال توسعة الأرصفة، وتركيب أنظمة إنارة حديثة، وإنشاء ممرات آمنة للمشاة، بما شجع السكان على ممارسة النشاط البدني في بيئة حضرية أكثر راحة.
نظافة وصيانة مستمرة للمدينة
وضعت الأمانة برامج متكاملة للنظافة شملت كنس الشوارع يدويًا وآليًا، صيانة الحاويات، تنظيف الطرق والأرصفة، وإزالة المخلفات الكبيرة والعشوائيات، بالإضافة إلى ضبط مواقع الباعة الجائلين، ما جعل جدة نموذجًا لمدينة منظمة وصحية.
استثمار في المراكز والمرافق المجتمعية
لم تقتصر الجهود على البنية التحتية فقط، بل شملت أيضًا تطوير مراكز الأحياء والمرافق التجارية وتخصيص مساحات للأنشطة الاجتماعية، مما ساهم في تعزيز التفاعل بين السكان وتنشيط الحياة المجتمعية.
ابتكارات بيئية تحافظ على الهواء النقي
اعتمدت الأمانة برامج حديثة لإدارة النفايات، تضمنت فرز المخلفات من المصدر وتحويلها إلى موارد، إضافة إلى مراقبة مستويات التلوث. هذه الخطوات انعكست بشكل مباشر على جودة الهواء وراحة السكان، مما جعل المدينة أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
جدة.. مدينة تجمع بين الاقتصاد والسياحة
من خلال هذا التوازن بين المشاريع البحرية، الحدائق، المرافق العامة، والخدمات المجتمعية، أثبتت جدة أنها ليست مجرد مدينة اقتصادية وسياحية فحسب، بل نموذج حي لجودة الحياة، حيث تتكامل فيها الطبيعة مع التخطيط الحضري لتمنح السكان والزوار تجربة حضرية متكاملة.