وصل إلى أرض الوطن المواطن حميدان التركي، بعد سنوات طويلة قضاها في السجون الأمريكية على خلفية قضية أثارت جدلاً واسعًا واهتمامًا محليًا ودوليًا استمر لأكثر من 19 عامًا.
حميدان التركي يعود إلى المملكة
وتأتي عودة التركي تتويجًا لمساعٍ قانونية ودبلوماسية مكثفة، شاركت فيها جهات رسمية وحقوقية، إضافة إلى جهود متواصلة من أسرته ومحاميه، مطالبين بإعادة النظر في ظروف احتجازه، وما شاب القضية من شبهات تجاوزات قانونية، حسب ما ذكره فريق الدفاع.
حميدان التركي
غادر التركي الولايات المتحدة يوم أمس، متجهًا إلى المملكة، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من صدور قرار الإفراج عنه، عقب جلسة عقدتها محكمة ولاية كولورادو فجر يوم 9 مايو الماضي (بتوقيت السعودية)، تقرر خلالها إغلاق ملف القضية وتبرئته من التهم التي وُجهت إليه سابقًا، بحضور محامي السفارة السعودية في واشنطن.
وكانت القضية التي بدأت في عام 2006 قد تضمنت اتهامات من قبل خادمته الإندونيسية بالاعتداء والاحتجاز غير القانوني، وهو ما نفاه التركي بشدة، مؤكدًا في جميع مراحل التقاضي أنه كان ضحية لتحيّز ديني وثقافي في ظل أجواء العداء المتصاعدة ضد المسلمين في أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
تفاصيل القضية والحكم السابق
في أغسطس 2006، أصدرت المحكمة حكمًا بسجن حميدان التركي لمدة 28 عامًا، ليُودَع في سجن “لايمن” بولاية كولورادو، حيث قضى معظم فترة محكوميته، وسط تحركات مستمرة من أسرته القانونية والإعلامية للمطالبة بمراجعة القضية.
وتم تخفيف الحكم لاحقًا، وتراوحت جلسات النظر في الإفراج المشروط بين القبول والرفض، حتى صدر أخيرًا قرار نهائي ببراءته وإقفال ملف القضية في مايو الماضي، ليغادر الولايات المتحدة عن عمر ناهز 56 عامًا.
قضية رأي عام
وقد حظيت القضية منذ بدايتها بمتابعة إعلامية وشعبية واسعة داخل المملكة، وتصدرت الوسوم والمنصات الاجتماعية في مناسبات متعددة، لا سيما مع كل خطوة قانونية تتخذها أسرة التركي أو الجهات الرسمية السعودية لمتابعة تطورات قضيته.
وتلقى نبأ عودته إلى أرض الوطن ترحيبًا واسعًا من المواطنين الذين اعتبروا قضيته رمزًا لصمود الأسر السعودية في وجه القضايا المعقدة خارج البلاد، ونتيجةً لحراك حقوقي ودبلوماسي طويل الأمد.