في مؤشر يعكس تباطؤًا ملحوظًا في قطاع السيارات، سجلت بريطانيا انخفاضًا بنسبة 5% في عدد السيارات الجديدة المُسجلة خلال شهر يوليو الماضي، وذلك مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. وأظهرت البيانات الأولية، الصادرة عن وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا”، أن إجمالي عدد السيارات الجديدة التي تم تسجيلها في يوليو 2025 بلغ نحو 140 ألف سيارة، مقابل 147,517 سيارة تم تسجيلها في يوليو 2024.
تحولات ملحوظة
ويأتي هذا التراجع في وقت تشهد فيه سوق السيارات البريطانية تحولات ملحوظة في أنماط الشراء واتجاهات المستهلكين، خصوصًا مع استمرار تأثير الظروف الاقتصادية، وتغير أولويات المستهلكين نحو السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة. وعلى الرغم من التراجع الإجمالي في التسجيلات، حافظت السيارات الكهربائية على حضور قوي، حيث شكّلت ما نسبته 21% من إجمالي سوق السيارات الجديدة خلال الشهر ذاته، ما يعكس استمرار الإقبال على هذا النوع من المركبات رغم الضغوط الاقتصادية.
تغيرات قادمة
وبالنظر إلى الأداء السنوي لسوق السيارات في بريطانيا خلال عام 2024، فقد تم تسجيل نحو 1.95 مليون سيارة جديدة، وهو رقم يُظهر أن السوق حافظت على نوع من التماسك خلال العام، لكن التباطؤ في منتصف 2025 قد يشير إلى تغيرات قادمة في توجهات الطلب أو تأثر بعض الفئات السعرية بتكاليف التمويل والضرائب.
صعود السيارات الكهربائية
ويتابع المهتمون بقطاع السيارات هذا التراجع باهتمام، خاصة مع استمرار صعود السيارات الكهربائية، التي لم تعد خيارًا ثانويًا بل تمثل الآن نسبة معتبرة من السوق، وهو ما يدفع شركات التصنيع والتوزيع لإعادة النظر في استراتيجياتهم الإنتاجية والتسويقية لمواكبة التغيرات الجذرية في تفضيلات المستهلكين.
ارتفاع معدلات الفائدة
هذا التباطؤ في تسجيل السيارات الجديدة يُعزى بحسب بعض المحللين إلى عدة عوامل، من بينها ارتفاع معدلات الفائدة، وتباطؤ سلاسل الإمداد العالمية، إلى جانب تخوّف بعض المشترين من الالتزامات المالية طويلة الأمد في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المستقرة.