المحتويات
سجّلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية، سابك، إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، خسائر صافية بلغت 4.07 مليار ريال سعودي خلال الربع الثاني من عام 2025، مقارنة بأرباح قدرها 2.18 مليار ريال في الفترة ذاتها من العام السابق، وذلك وفقًا لإفصاح الشركة المنشور في “تداول السعودية”.
نتائج سابك دون التوقعات
خالف أداء “سابك” توقعات المحللين الذين رجحوا تحقيقها أرباحًا تقدر بنحو 1.1 مليار ريال، لتأتي النتائج دون التقديرات، وتعكس التحديات التشغيلية والمالية التي تمر بها الشركة في ظل متغيرات السوق العالمي.
وعلى أساس فصلي، تفاقمت خسائر “سابك” بنسبة تجاوزت 236% مقارنة بخسائر بلغت 1.21 مليار ريال في الربع الأول من العام الجاري.

الأسباب الرئيسة للخسائر
عزت الشركة هذا التحول إلى الخسارة إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها تسجيل مخصصات وانخفاض في قيمة الأصول بقيمة 3.78 مليار ريال، وذلك نتيجة إغلاق وحدة التكسير بمصنع “تيسايد” في المملكة المتحدة خلال الربع الثاني.
وأوضحت “سابك” أن هذه الخطوة تأتي ضمن مراجعة شاملة لمحفظة أعمالها بهدف تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف التشغيلية وتحسين الربحية.
كما أشارت إلى انخفاض في نتائج المشاريع المشتركة غير التكاملية والشركات الزميلة بنحو 1.02 مليار ريال، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى تراجع قيمة بعض الأصول المالية في الأسواق الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكلفة المشتقات المالية المتعلقة بحقوق الملكية بمقدار 517 مليون ريال نتيجة لإعادة التقييم، إلى جانب تسجيل مصروف زكوي بقيمة 284 مليون ريال، مقارنة بمكاسب غير نقدية قدرها 545 مليون ريال خلال الربع الثاني من العام الماضي.

الإيرادات مستقرة رغم التحديات
رغم الخسائر، حافظت الشركة على مستوى مستقر من الإيرادات في الربع الثاني من عام 2025، حيث بلغت 35.57 مليار ريال، مدعومة بزيادة الكميات المباعة، في مقابل انخفاض متوسط أسعار البيع. ولفتت الشركة إلى تسجيل إيرادات من التراخيص والخدمات الهندسية بلغت 863 مليون ريال.
خسائر النصف الأول.. وارتفاع طفيف في الإيرادات
وخلال النصف الأول من العام الجاري، ارتفعت خسائر سابك إلى 5.28 مليار ريال، مقارنة بأرباح بلغت 2.43 مليار ريال في الفترة المقابلة من عام 2024.
ورغم ذلك، سجلت الشركة ارتفاعًا طفيفًا في الإيرادات بنسبة 2.57%، لتصل إلى 70.16 مليار ريال مقابل 68.4 مليار ريال في النصف الأول من العام الماضي.
ضغط على الهوامش بسبب فائض المعروض
في تعليقه على النتائج، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، المهندس عبدالرحمن الفقيه، أن فائض الطاقة الإنتاجية في السوق العالمي أدى إلى تراجع معدلات التشغيل دون المتوسطات التاريخية، ما شكل ضغطًا على الهوامش الربحية في ظل استمرار ضعف الطلب وارتفاع تكاليف اللقيم.
وأشار الفقيه إلى أن مجلس الإدارة وافق على توزيع أرباح نقدية للمساهمين بقيمة 4.5 مليار ريال عن النصف الأول من عام 2025، مؤكدًا أن هذا القرار يعكس التزام الشركة بسياسة توزيع الأرباح مع الأخذ في الاعتبار الظروف الراهنة.
مشاريع نمو استراتيجية مستمرة
ورغم التحديات، تواصل “سابك” تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية، وعلى رأسها مجمع “سابك فوجيان” في الصين ومصنع ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر (MTBE) التابع لـ”بتروكيميا” في السعودية، وأكد الفقيه أن هذه المشاريع تسير وفق الجداول الزمنية والميزانيات المحددة.
وأضاف أن الشركة أطلقت برنامجًا للتحول الشامل في الربع الأول من العام الجاري، يستهدف تحقيق وفورات سنوية متكررة بقيمة 3 مليارات دولار بحلول عام 2030، من خلال تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية.
تقليص النفقات الرأسمالية.. وتوقعات مستقرة للطلب
خفضت سابك توقعاتها للإنفاق الرأسمالي في عام 2025 إلى ما بين 3 و3.5 مليار دولار، مقارنة بتقديرات سابقة تراوحت بين 3.5 و4 مليارات دولار.
وأشارت الشركة إلى أن الطلب على المنتجات النهائية في تسعة قطاعات رئيسية من المتوقع أن يبقى مستقرًا خلال الربع الثالث من العام، وتشمل هذه القطاعات: التعبئة والتغليف، البناء والتشييد، الزراعة، السلع الاستهلاكية، النقل، الحلول الصناعية، السيارات، الإلكترونيات، والرعاية الصحية والعناية الشخصية.