حققت منطقة عسير قفزة استثنائية على خريطة السياحة السعودية خلال صيف 2025، بعدما استقبلت نحو 1.4 مليون زائر في شهري يونيو ويوليو، لتتصدر بذلك الوجهات السياحية في المملكة، في إنجاز يعكس نجاح جهود التطوير وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنمية القطاع السياحي.
وجهة ساحرة بين الغيم والمطر
تحولت عسير هذا الصيف إلى ملاذ طبيعي لا يُشبه غيره؛ حيث تتعانق الغيوم مع القمم، ويُغلف الضباب الجبال والسهول، وتُنعش زخات المطر الأجواء يومًا بعد آخر، لتخلق تجربة سياحية لا تُنسى. وتتصدر مدينة أبها المشهد بمزيجها المذهل من المناخ المعتدل والطبيعة الخلابة والفعاليات الثقافية والترفيهية المتنوعة.
مهرجانات تستحضر التراث وتخاطب المستقبل
تنوعت فعاليات صيف عسير لتشمل جميع الاهتمامات، من بينها مهرجان رجال ألمع الثقافي الذي يحتفي بالموروث الشعبي بعروض فلكلورية وسوق تراثية، ومهرجان السودة الذي يخاطب عشاق المغامرة من خلال أنشطة مثل الطيران الشراعي و التخييم والمشي الجبلي.
أما مهرجان الضباب الذي يُقام في متنزه الضباب، فقد جذب محبي التأمل وهواة الطبيعة، حيث توثق عدسات الزوار يومياً مشاهد ساحرة ضبابية نُشرت بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي.
ليالي أبها فن وإبداع وسط الطبيعة
لم تغب الأضواء عن ليالي أبها هذا الصيف، حيث احتضنت المدينة حفلات موسيقية يحييها نجوم الغناء الخليجي والعربي، إلى جانب عروض مسرحية وورش إبداعية خصصت للعائلات والأطفال، مما أضفى طابعاً حيوياً ومتنوعاً يعزز من ثراء التجربة السياحية.
تطوير بنية تحتية سياحية بمعايير عالمية
جاء هذا النجاح مدعوماً باستثمارات كبيرة في البنية التحتية؛ من بينها مشروعات فندقية جديدة، وتوسعة شبكات الطرق، وإطلاق مسارات سياحية منظمة تلائم مختلف أنماط الزوار. كما لعب مطار أبها الدولي دورًا محوريًا في دعم الحركة السياحية من خلال زيادة عدد الرحلات المباشرة من المدن السعودية ودول الخليج.
عسير.. وجهة مستدامة تنبض بالحياة
هذا النمو المتسارع في عدد الزوار، إلى جانب تنوع الفعاليات وتحسن الخدمات، يعززان من مكانة عسير كوجهة سياحية مستدامة تتماشى مع أهداف السياحة السعودية الجديدة، مما يجعلها إحدى أبرز المحطات على خارطة السياحة الوطنية.
أجواء معتدلة.. والذكريات لا تُنسى
في أواخر يوليو، تواصلت الأجواء المعتدلة والأمطار الخفيفة، لتُضيف المزيد من السحر على المشهد العام، في موسم صيفي استثنائي يظل محفوراً في ذاكرة الزائرين، حيث تتكون أجمل الذكريات وسط النسيم العليل ورائحة المطر.
