مشهد جديد من مشاهد التحول نحو نمط حياة صحي، تستيقظ مطاعم ومقاهي السعودية صباح غدًا الثلاثاء على مرحلة مختلفة من الشفافية.
مطاعم ومقاهي السعودية
ابتداءً من الغد، لن تكون قوائم الطعام كما كانت، إذ تُلزم لوائح جديدة جميع المنشآت الغذائية، من الفروع الصغيرة إلى المطاعم الكبرى، بالإفصاح الكامل عن مكونات كل وجبة ومشروب، على الورق والشاشات وحتى تطبيقات التوصيل.
لم يعد يكفي أن تعرف فقط ما تأكله، بل ستعرف كم من السعرات الحرارية ستستهلك، وكم من الوقت ستحتاج لحرقها. خطوة غير مسبوقة تقودها الهيئة العامة للغذاء والدواء، لا تستهدف فرض القيود، بل تهدف إلى تمكين المستهلك، ليكون قراره الغذائي أكثر وعيًا، وأقرب إلى التوازن.
ما الجديد في القوائم؟
وفق التحديث الجديد، ستحتوي القوائم على معلومات دقيقة حول:
السعرات الحرارية لكل صنف
نسب الدهون والسكريات والصوديوم
المكونات المسببة للحساسية (مثل الجلوتين، الفول السوداني، الحليب وغيرها)
كمية الكافيين في المشروبات
الوقت المطلوب لحرق السعرات لكل وجبة
كما ستُضاف علامة “المِلّاحة” بجوار الوجبات ذات المحتوى العالي من الملح، كإشارة تحذيرية لمن يعانون من أمراض الضغط أو القلب أو يتبعون حميات معينة.
صحة المستهلك أولاً
هذه الخطوة تأتي كجزء من مساعي المملكة نحو تحقيق أهداف جودة الحياة المنبثقة عن رؤية 2030. فبعد حملات تقليل السكر في المشروبات، وتشجيع المنتجات قليلة الدسم، وفرض قوائم السعرات الحرارية سابقًا في بعض المطاعم، تأتي هذه المرحلة الجديدة لتوسيع نطاق الإفصاح الغذائي، بحيث يشمل كل منافذ تقديم الطعام، وعلى مختلف المنصات.
ويهدف القرار إلى دعم المواطنين والمقيمين على تبني أنماط غذائية صحية، والحد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية، مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.
الشفافية تبدأ من المطبخ
بعيدًا عن النصوص واللوائح، تعكس هذه التغييرات تحولًا في العلاقة بين الزبون والمطعم. فلم يعد العميل مستهلكًا فقط، بل شريكًا في الاختيار، وصاحب قرار مبني على معلومات واضحة.
وقد تبدأ التحديات لبعض المنشآت في التكيّف مع هذه المتطلبات، إلا أن الخطوة تحمل في طياتها فرصة لإعادة الثقة والارتقاء بالخدمة، خصوصًا مع ازدياد وعي الأفراد تجاه ما يدخل أجسادهم، في زمن أصبحت فيه الصحة أولوية لا رفاهية.