المحتويات
كشفت النسخة الثانية من تقرير “إنفلوأنسر أرابيا” (InfluAnswer Arabia)، الصادر عن شركة “ويبر شاندويك” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، عن ملامح جديدة في المشهد المتغير للتسويق عبر المؤثرين في المنطقة، استنادًا إلى رؤى وتجارب صُنّاع المحتوى أنفسهم.
ويُقدّم التقرير نظرة داخلية على التوجهات المؤثرة في قطاع التسويق الرقمي، مع تسليط الضوء على الدول التي يقود مؤثروها التحولات الإيجابية في مجالات حيوية، مثل السياحة والترفيه، حيث تبرز السعودية كواحدة من أبرز القوى الدافعة لهذا النمو.
من المصداقية إلى السمعة: معايير جديدة للتعاون
رغم بقاء القناعة الشخصية بالعلامة التجارية كعامل رئيسي في اختيارات صناع المحتوى، إلا أن هذا العام شهد صعودًا ملحوظًا لعنصر السمعة، ليصبح ضمن العوامل الثلاثة الأولى المؤثرة في قرارات التعاون، متقدمًا على الحوافز المالية لأول مرة.
هذا التحول يعكس تزايد اهتمام المؤثرين بـ القيم التي تعبّر عنها العلامات التجارية، وحرصهم على حماية صورتهم أمام الجمهور، في ظل تنافس محموم على الثقة والمصداقية.
الذكاء الاصطناعي: حذر الأمس.. تفاؤل اليوم
سجّل التقرير نقلة نوعية في مواقف صناع المحتوى من الذكاء الاصطناعي، حيث عبر 49% من المشاركين عن تفاؤلهم باستخدام أدواته، مقارنة بـ 29% فقط في العام الماضي.
واعتبر 63% أن الذكاء الاصطناعي يُمثل فرصة لتطوير أدوات أكثر كفاءة تُسهم في أتمتة المهام الروتينية، مما يسمح بتركيز أكبر على سرد القصص وبناء المحتوى الإبداعي.
ورغم التفاؤل، لم يُغفل المشاركون التحديات، حيث حذّر 41% من مخاطر التزييف العميق (Deepfake) وتأثيره على موثوقية المحتوى.
السعودية في قلب المنافسة الخليجية
يشير التقرير إلى منافسة خليجية وديّة بين عدد من الدول في سباق التحوّل الإيجابي، خاصة في مجالات السياحة والترفيه.
ووفقًا لآراء صناع المحتوى، جاءت الإمارات في المركز الأول بنسبة 45%، تلتها السعودية بنسبة 26%، كدولتين تقودان التغيير في القطاعين الأكثر تأثيرًا على الساحة الرقمية.
ويعكس هذا الترتيب الدور المتنامي للمملكة في دعم قطاعي السياحة والترفيه، عبر مبادرات وطنية ضخمة مثل “روح السعودية”، ومواسم سياحية مثل “موسم الرياض” و”موسم جدة”، إضافة إلى برامج التحفيز التي تستهدف صنّاع المحتوى المحليين والدوليين.
مستقبل المحتوى.. إنساني أكثر من رقمي
وفي تعليقه على النتائج، قال زياد حاصباني، الرئيس التنفيذي لـ “ويبر شاندويك” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا:
“المشهد الإبداعي في المنطقة يواصل تطوّره بوتيرة متسارعة، وصناع المحتوى باتوا أكثر وعيًا بالتأثير طويل المدى لشراكاتهم، وسط بيئة تنافسية عالية وفرص نمو متعددة.”
أما غالب زيدان، المدير التنفيذي للشركة، فأكد على أن المرحلة القادمة ستشهد مزيجًا من التفاعل البشري واستخدام الأدوات الذكية:
“نشهد تحولاً في التوجهات يشمل التوسّع في استخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب رغبة واضحة في استعادة اللمسة الإنسانية خارج الشاشات، واستكشاف صيغ محتوى جديدة تخدم هذا التوازن.”