المحتويات
في صيف 2025، تغيّرت بوصلة السفر لدى كثير من السعوديين. لم تعد باريس أو لندن وجهات الحلم كما في السابق، بل أصبحت مدن مثل العلا وأبها والدوحة ودبي تتصدر القوائم.
ويعود هذا التحول إلى عدة أسباب، أبرزها التوترات الأمنية في عدد من دول العالم، وعلى رأسها المواجهات بين إيران وإسرائيل، التي ألقت بظلالها على حركة الطيران وأسعار التذاكر ومسارات الرحلات الجوية، فضلًا عن زيادة المخاطر المرتبطة بالسفر إلى مناطق متقلبة سياسيًا.
ميزانية السفر تحت المجهر
تزامنت هذه التحولات مع ضغوط اقتصادية عالمية انعكست محليًا، حيث سجلت تكاليف السفر الخارجي ارتفاعًا يُقدّر بـ15% مقارنة بالعام الماضي، وفق ما نشرته مكاتب طيران وسياحة محلية. وبات الكثير من السعوديين يفضلون الوجهات القريبة التي لا تستنزف المدخرات ولا تتطلب ترتيبات معقدة. خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإقامة والتأشيرات والتأمين في أوروبا وآسيا.
خيارات تمويل متنوعة ولكن بحذر
رغم الرغبة بالسفر، لجأ البعض إلى حلول تمويلية لتغطية تكاليف الرحلات، مثل بطاقات الائتمان المخصصة للسياحة، أو القروض الاستهلاكية قصيرة الأجل، أو باقات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” التي تقدمها شركات سياحية بالتعاون مع البنوك.
لكن تبقى السياحة الداخلية والخليجية خيارًا أكثر أمانًا واستقرارًا، لا سيما للعائلات والمتقاعدين والشباب حديثي العمل.
-الوجهات المفضلة.. القرب أصبح ميزة
الخليج العربي.. سياحة بمذاق الرفاهية
دبي وأبوظبي: لا تزالان في صدارة اختيارات العائلات السعودية، بفضل ما توفره من تجارب ترفيهية، ومراكز تسوق عالمية، وفعاليات صيفية خاصة بالخليج.
الدوحة: بعد كأس العالم، باتت قطر تقدم بنية سياحية متطورة وبرامج ترفيهية فاخرة بأسعار تنافسية.
البحرين: خيار مثالي لعطلات قصيرة، خاصة مع قربها الجغرافي وتنوع خدماتها.
مصر: دفء الثقافة وسهولة الوصول
القاهرة والإسكندرية: تستقطبان العائلات السعودية بفضل انخفاض التكاليف، والتشابه الثقافي، وتنوع الأنشطة بين النيل والبحر.
-الوجهات المحلية ترتقي لمستوى المنافسة العالمية
السياحة الداخلية تزدهر
توقعت وزارة السياحة السعودية أن يشهد صيف 2025 إقبالًا قياسيًا، مع تجاوز عدد الرحلات الداخلية حاجز 11 مليون رحلة.
ويأتي هذا النمو مدفوعًا ببرامج مثل “صيف السعودية 2025″، الذي يشمل أكثر من 150 فعالية موزعة على ست مناطق رئيسية، إلى جانب عروض نقل وفنادق.
مدن سعودية تضاهي العالمية
العُلا: بمزيجها من التاريخ العميق والفخامة الحديثة، أصبحت من أبرز وجهات المغامرات الراقية في الشرق الأوسط.
أبها والطائف والباحة: وجهات جبلية تتميز بمناخ معتدل ومهرجانات موسمية وفعاليات ثقافية.
جدة والخبر والدمام: لمحبي البحر والأنشطة المائية، تقدم هذه المدن خيارات ترفيه متكاملة تضاهي جزر المتوسط.
الرياض: عاصمة الترفيه والمواسم، تشهد توسعًا مذهلًا في فعالياتها بين العروض العالمية، والمطاعم الراقية، والحفلات الكبرى.
أنشطة محلية تغنيك عن السفر
لست بحاجة إلى ركوب طائرة طويلة أو دفع مبالغ طائلة لتعيش تجارب سياحية عالمية، فالسعودية اليوم باتت تقدم باقة واسعة من الأنشطة الفريدة التي تغنيك عن السفر إلى الخارج. في جدة، يمكنك خوض مغامرة غوص حر في مياه البحر الأحمر، التي تُعد من أغنى البيئات البحرية في العالم، وتستقطب عشاق الحياة البحرية من كل مكان.
أما في العلا، فتنتظرك تجربة التخييم الفاخر وسط جبال الحجر وأجواء الصحراء الساحرة، حيث تجتمع الرفاهية مع سكون الطبيعة في تجربة تُضاهي أشهر وجهات السفاري حول العالم. وفي الرياض، تقدم المواسم الثقافية والفنية حفلات كبرى وفعاليات عالمية تضع العاصمة على خريطة الترفيه الدولية، من مهرجانات موسيقية إلى عروض أزياء وألعاب إلكترونية تفاعلية.
وفي مدن الجنوب مثل أبها والطائف، يمكنك الاستمتاع برحلات الطيران الشراعي فوق الجبال والسهول الخضراء، في مغامرة تمنحك شعورًا بالحرية والإثارة. كما تتيح نيوم وحائل تجارب السفاري وجولات الجيب داخل تضاريس مدهشة، لا تقل جمالًا عن محميات إفريقيا أو وديان أمريكا الجنوبية.
باختصار، بات بإمكانك قضاء صيف مليء بالإثارة والثقافة والاسترخاء، دون أن تغادر حدود المملكة.