في رحلة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، اختفت الجمال الثلاثة التي كانت تقلّ النبي ﷺ، وأبو بكر الصديق، وعبد الله بن أريقط – دليل الرحلة – عن أعين المشركين تمامًا.
الهجرة النبوية
معجزة لم توثّقها كتب السيرة، ولكنها كانت من دلائل العناية الإلهية في تلك اللحظات الفاصلة.
عامر بن فهيرة، خادم أبي بكر، كان يسير خلف الجمال ليمحو آثار الأقدام، مما صعّب على المشركين تتبع المسار.
الهجرة النبوية لم تكن فقط انتقالًا من مكة إلى المدينة، بل كانت بداية لقيام الدولة الإسلامية. النبي ﷺ وسّع مفهوم “الهجرة” بقوله: «المهاجر من هجر ما نهى الله عنه».
في درس رفيع في الأمانة، ترك النبي ﷺ علي بن أبي طالب في فراشه ليرد أمانات المشركين، رغم أنهم كانوا من يخططون لقتله.
الهجرة النبوية وقعت في شهر ربيع الأول، وليس في محرم كما يظن البعض. النبي ﷺ وصل المدينة يوم 12 ربيع الأول.
عندما قرر الخليفة عمر بن الخطاب بدء التأريخ الإسلامي، اختار شهر محرم، لأنه شهد بداية العزم على الهجرة بعد بيعة العقبة.
في السنة الـ17 للهجرة، قرر الخليفة عمر وضع تقويم هجري بعد تلقيه رسالة غير مؤرخة، ليختار الهجرة بداية، لأنها فرّقت بين الحق والباطل.
السنة الهجرية تتكون من 12 شهرًا تعتمد على الدورة القمرية: محرّم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.
سُمي التقويم بالهجري لأنه اعتمد الهجرة النبوية مرجعًا، وبدأ العمل به فعليًّا في محرم من العام 17 هـ، رغم أن التسمية والتقويم جاءا بعد الهجرة بسنتين ونصف.
التاريخ الهجري يستند إلى الأشهر القمرية كما جاء في القرآن الكريم: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا…».
الهجرة ليست مجرد حدث، بل بداية تاريخ، ومعجزة خفية، وتحول فكري وسلوكي. ومن خلالها بدأ المسلمون تأريخهم وهويتهم الحضارية.