المحتويات
تشهد منطقة عسير هذا الصيف إقبالًا سياحيًا محليًا هو الأعلى منذ سنوات، حيث سجلت الفنادق والشقق الفندقية في مدينتي أبها وخميس مشيط نسب إشغال بلغت 100% منذ بداية يوليو، بالتزامن مع ذروة الموسم السياحي لصيف 2025. وأظهرت البيانات الإحصائية أن الحجوزات ارتفعت بنسبة 40% مقارنة بصيف العام الماضي.
ارتفاع الطلب بسبب الظروف الإقليمية وتكاليف السفر الخارجي
أرجع مراقبون هذه الطفرة إلى عدة عوامل، أبرزها عزوف السعوديين عن السفر إلى الخارج نتيجة التطورات العسكرية في المنطقة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الرحلات الدولية، ما دفع كثيرين لتفضيل السياحة الداخلية هذا العام.
الفعاليات والبنية التحتية تعزّز الجذب السياحي
ساهمت الفعاليات المتنوعة ضمن برنامج “صيف السعودية”، إلى جانب تحسن البنية التحتية وتوسّع رحلات الطيران الداخلي، في دعم الإقبال على منطقة عسير، التي باتت وجهة بارزة لقضاء الإجازة الصيفية داخل المملكة.
أسعار مرتفعة بسبب نقص المعروض
أفاد عدد من ملاك الشقق الفندقية في أبها بأن الطلب على الوحدات السكنية غير مسبوق، حيث تُحجز معظم الشقق قبل أسبوعين على الأقل، مع ضغط متواصل منذ بداية يونيو. هذا الإقبال الكبير دفع الأسعار للارتفاع بنحو 30% في بعض المواقع.
الباحة والطائف تشهدان ارتفاعًا مماثلًا
وامتد الإقبال الواسع إلى مناطق جنوبية أخرى مثل الباحة والطائف، والتي سجّلت زيادات في الأسعار تراوحت بين 20% و40%، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، وسط تأكيدات من مشغلي الفنادق بعدم كفاية الطاقة الاستيعابية لتغطية الطلب المرتفع.
فجوة واضحة بين العرض والطلب
بحسب بيانات هيئة السياحة، تضم منطقة عسير قرابة 4,500 غرفة فندقية موزعة بين فنادق ومنتجعات وشقق مفروشة، إلا أن النمو السريع في عدد الزوّار كشف عن فجوة واضحة بين العرض والطلب، ما دفع الجهات المختصة إلى مراجعة خطط التوسع وتحفيز الاستثمار في قطاع الإيواء.
عسير نحو خارطة السياحة المستدامة
يرى مراقبون أن ما تشهده عسير من إقبال محلي واسع يمثل فرصة ذهبية لترسيخ مكانتها كوجهة صيفية رئيسية داخل المملكة، خصوصًا في ظل إدراجها ضمن أولويات التنمية السياحية في رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي ورفع عدد الزوار سنويًا.