المحتويات
في خطوة نوعية تعزز البنية التحتية لقطاع النقل في العاصمة السعودية، دُشّن مشروع قطار الرياض ليشكل أحد أضخم شبكات النقل العام على مستوى العالم، وعمودًا فقريًا لمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، الذي يجمع بين الحافلات والقطارات في منظومة متكاملة.
ويأتي هذا المشروع الضخم تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، الرامية لتحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة، والحد من الاعتماد على السيارات الخاصة.
تفاصيل شبكة قطار الرياض
يتكون المشروع من 6 مسارات رئيسية يبلغ مجموع أطوالها 176 كيلومترًا، وتتضمن 85 محطة موزعة على مناطق العاصمة المختلفة، من بينها 4 محطات رئيسية عند تقاطع عدد من المسارات.
وتغطي هذه الشبكة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والمراكز الاقتصادية، ومرافق الخدمات العامة، والأنشطة التعليمية والترفيهية.
المسارات الستة لقطار الرياض
- المسار الأزرق (38 كم): يمتد من شارع العليا إلى البطحاء والحاير.
- والمسار الأحمر (25.3 كم): يمر عبر طريق الملك عبد الله.
- المسار البرتقالي (40.7 كم): يمتد على محور طريق المدينة المنورة.
- والمسار الأصفر (29.5 كم): يخدم طريق مطار الملك خالد الدولي.
- المسار الأخضر (12.9 كم): يسير عبر طريق الملك عبد العزيز.
- والمسار البنفسجي (29.7 كم): يربط بين طريق عبد الرحمن بن عوف وطريق الشيخ حسن بن حسين.
وتُستكمل الشبكة بإضافة المسار السابع المستقبلي، الذي سيربط مطار الملك سلمان شمالاً بمنطقة القدية غرباً، لدمج المشاريع الكبرى ضمن منظومة نقل واحدة.
محطات بمواصفات عالمية
من بين 85 محطة، صُمّمت 34 محطة علوية، و4 محطات على سطح الأرض، و47 محطة تحت الأرض، وجميعها مزوّدة بأنظمة تكييف ومعلومات حديثة، ومرافق راحة وخدمات تجارية، فضلاً عن 19 موقعًا لمواقف السيارات العامة (Park & Ride).
وتُعد المحطات الرئيسية الأربعة – مركز الملك عبد الله المالي، محطة STC، محطة قصر الحكم، والمحطة الغربية – عناصر جذب استراتيجية تقع في مناطق عالية الكثافة.
ولضمان التميز في التصميم، أُسندت المحطات إلى كبرى الشركات العالمية، مثل:
- زها حديد (بريطانيا) لمحطة كافد.
- سنوهيتا (النرويج) لمحطة قصر الحكم.
- جيربر (ألمانيا) لمحطة STC.
- دار الدراسات العمرانية (السعودية) للمحطة الغربية.
تشغيل المسارات: خطة متدرجة
بدأ تشغيل المسارات تدريجيًا اعتبارًا من 1 ديسمبر 2024:
- 1 ديسمبر 2024: تشغيل المسارات الأزرق، الأصفر، والبنفسجي.
- 15 ديسمبر 2024: تشغيل المسارين الأحمر والأخضر.
- 5 يناير 2025: تشغيل المسار البرتقالي.
ويمكن للركاب تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر من خلال تطبيق “درب” الإلكتروني.

قطار الرياض: تقنيات متقدمة وتجربة متكاملة
يعمل القطار بأنظمة آلية دون سائق، حيث يتم التحكم في حركة القطارات عبر مركز تشغيل وتحكم مركزي يقع بجوار جامعة الأميرة نورة على مساحة 60 ألف متر مربع.
ويتولى المركز أيضًا المراقبة الأمنية وخدمة الركاب وإدارة الصيانة.
ويضم المشروع 190 قطارًا بعدد عربات يصل إلى 452 عربة، صُنعت من قبل شركات رائدة:
- سيمنز (ألمانيا)
- بومباردييه (كندا)
- ألستوم (فرنسا)
تم تصميم القطارات من قِبل شركة Avant Première الفرنسية، مع ثلاث درجات للركوب (أولى، عائلية، فردية) مزودة بمقاعد مريحة، وخدمات الإنترنت، وأنظمة سمعية وبصرية متطورة.
فوائد المشروع وتأثيره على المدينة
يُتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية لقطار الرياض إلى 3.6 مليون راكب يوميًا، ما يساهم في:
- تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
- خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء.
- تقليل استهلاك الوقود وتقليص الازدحام المروري.
- تشجيع المواطنين على أنماط حياة صحية من خلال المشي.
- دعم المراكز التجارية والثقافية والسياحية حول محطات القطار.
كما يوفر المشروع بيئة حضرية متكاملة تعزز التنقل الحضري الذكي وتربط بين مطار الملك خالد الدولي، مركز النقل العام، سكك الحديد، استاد الملك فهد الدولي، والعديد من المشاريع الكبرى كمركز الملك عبد الله المالي، وحديقة الملك سلمان، والمسار الرياضي.

عقود التسمية التجارية للمحطات
بهدف تنمية الموارد وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، منحت الهيئة الملكية عقود تسمية تجارية لمحطات مختارة لعدد من الكيانات الكبرى، منها:
- سابك – محطة جامعة الإمام (الأصفر والبنفسجي)
- بنك البلاد – محطة شارع العليا (الأزرق)
- ساب – محطة العليا/طريق الملك سلمان
- الإنماء – محطة العليا/شارع موسى بن نصير
- الحبيب الطبية – محطة العليا/طريق أنس بن مالك
- غرناطة الاستثماري – محطة الدائري الشرقي
- ماجد الفطيم (سيتي سنتر إشبيلية) – محطة طريق الملك عبد الله
مستقبل النقل في الرياض يبدأ الآن
شبكة قطار الرياض ليست مجرد وسيلة مواصلات، بل رؤية حضرية حديثة تنقل المدينة إلى مصاف العواصم العالمية في مجال النقل المستدام.
بفضل البنية التحتية الذكية، والتقنيات المتقدمة، والتكامل مع المشاريع الوطنية الكبرى، يشكل هذا المشروع حجر الزاوية في تحول الرياض إلى مدينة ذكية جاذبة، ومركز اقتصادي متطور يواكب تطلعات المملكة في ظل رؤيتها المستقبلية 2030.