في خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاستدامة البيئية ومواجهة التصحر، تتسارع وتيرة التشجير في المنطقة الشرقية بقيادة المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ضمن مستهدفات مبادرة “السعودية الخضراء” ورؤية المملكة 2030، التي تولي البيئة ومواجهة التغير المناخي أولوية قصوى.
وتُعد المنطقة الشرقية نموذجًا رائدًا في تنفيذ مشاريع نوعية للتشجير، حيث تعمل المملكة على تحويلها إلى بيئة خضراء أكثر تنوعًا وحيوية، مستفيدة من موقعها الإستراتيجي وتنوّعها الطبيعي.
زراعة 1.5 مليار شجرة بحلول 2100
يضع المركز نصب عينيه أهدافًا طموحة، من أبرزها تنفيذ (40) مبادرة تشجير بحلول عام 2100م، موزعة على أربعة نطاقات رئيسة (البيئي، الزراعي، الحضري، والمواصلات)، بما يُسهم في:
زراعة نحو 1.5 مليار شجرة.
إعادة تأهيل أكثر من 7.9 ملايين هكتار من الأراضي.
تخصيص أكثر من 121 ألف هكتار من الأراضي القابلة للتشجير، منها:
75 ألف هكتار ضمن نطاق محطات المعالجة.
71 ألف هكتار ضمن نطاق برنامج الاستدامة.
إنجازات ميدانية وتعاون واسع
وقد أثمرت الجهود المبذولة حتى الآن عن زراعة أكثر من 31.2 مليون شجرة في المنطقة الشرقية، بالتعاون مع (51) جهة حكومية وخاصة وغير ربحية.
كما ينفذ المركز حاليًا (4) مشاريع نوعية تستهدف زراعة أكثر من 1,043,000 شجرة، بينها (23,515) شجيرة قيد التنفيذ، في مواقع مختارة بعناية بناءً على دراسات علمية ومسح ميداني شامل.
مؤشرات بيئية مشجعة
تُظهر المؤشرات البيئية الحديثة تحسّنًا ملحوظًا في الغطاء النباتي للمنطقة الشرقية، ما يعكس فاعلية النهج المتكامل الذي يتبناه المركز، من خلال خطة رئيسة للتشجير تستند إلى التحليل البيئي والجغرافي لاختيار المواقع الأنسب للتشجير، مع التركيز على التوازن البيئي واستخدام الموارد المستدامة.
تشجير مستدام لمستقبل أخضر
يرتكز عمل المركز على مبادئ استدامة واضحة تشمل:
حماية الغطاء النباتي القائم
استخدام الموارد المائية المتجددة
اعتماد الأنواع النباتية المحلية
مكافحة الاحتطاب
إشراك المجتمعات المحلية
كما يشرف المركز على إدارة المراعي والمتنزهات الوطنية، ويعمل على حوكمة الرعي، وضمان الاستخدام الأمثل للأراضي، دعمًا لجهود خفض الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخي عالميًا.
رؤية بيئية لمستقبل الأجيال
من خلال هذه المبادرات والمشاريع، يُكرّس المركز دوره كجهة محورية في حماية الموارد الطبيعية بالمملكة، بما يسهم في تحقيق تنمية بيئية واقتصادية مستدامة، ويعزز جودة الحياة للأجيال الحالية والمقبلة.