شهدت أسواق جدة التاريخية حركة نشطة وإقبالًا ملحوظًا من حجاج بيت الله الحرام، الذين حرصوا على زيارتها قبل مغادرتهم المملكة، لشراء الهدايا والتذكارات لأسرهم وأقاربهم، في تقليد سنوي يعكس ارتباط الحجاج بهذه الأسواق العريقة ذات الطابع التراثي الفريد.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن الحجاج من مختلف الجنسيات يتوافدون على المنطقة التاريخية في جدة، للتسوق والتجول بين محالها التي تزخر بالمقتنيات التراثية والمنتجات الفريدة، مثل السجاد، والمسابح، والأحجار الكريمة المنقوشة بصور الحرمين الشريفين، إلى جانب التمور، والأقمشة، واللوحات المزينة بآيات قرآنية ومشاعر الحج.
أسواق جدة التاريخية:
وتعد أسواق جدة التاريخية من أبرز الوجهات التي يحرص الحجاج على زيارتها، ليس فقط للتسوق، بل أيضًا لتوثيق رحلتهم الإيمانية عبر الصور التذكارية، خاصة في محيط معالم جدة الشهيرة مثل نافورة الملك فهد، والواجهة البحرية، حيث تستضيف المدينة فعاليات متنوعة تسهم في إثراء التجربة السياحية للحجاج.
كما وثقت “واس” تواجد الحجاج في منطقة “البلد”، أحد أقدم أحياء جدة، حيث قضى العديد منهم أوقاتًا مميزة في استكشاف المعالم، وحضور الأنشطة الثقافية المقامة، وهو ما ترك انطباعًا إيجابيًا لدى الزوار الذين أعربوا عن امتنانهم لحفاوة الاستقبال، وتطلعهم لتكرار هذه الرحلة مستقبلاً.
وتضم أسواق جدة التاريخية تشكيلة واسعة من المعروضات التي تلبي مختلف الأذواق، بدءًا من الملابس والعطورات، مرورًا بالبخور، والبهارات، والمواد الغذائية، وصولًا إلى الأواني المنزلية والحلويات الشعبية. كما تشهد محال الصياغة إقبالًا كبيرًا من الزوار على شراء الذهب والمجوهرات، فضلًا عن الحرف اليدوية التي تحاكي التراث الحجازي الأصيل.
في سياق متصل، تواصل مدينة جدة تعزيز مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية بالمملكة، ضمن رؤية السعودية 2030، مدعومة بمشاريع البنية التحتية المتطورة وقطاع الضيافة المتنامي. وتُعد المدينة ثاني أكبر مدن المملكة، وتحتضن فعاليات عالمية مثل سباقات الفورمولا 1، ما يجعلها وجهة متكاملة للسياحة والتسوق والاستثمار.
وبحسب تقديرات حديثة، من المتوقع أن يسجل قطاع السياحة في المملكة نموًا بنسبة 8% خلال العام الجاري، مدفوعًا بزيادة الاستثمارات والتوسع في المشاريع الكبرى، وهو ما يعزز من حضور جدة كواحدة من أبرز الوجهات الجاذبة للسياح من الداخل والخارج.