في زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية عام 2017، شارك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مشهد لافت جذب أنظار الإعلام العالمي، حين ظهر إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يرقصان على أنغام الموسيقى التراثية السعودية بحماس وتفاعل ملحوظ.
اللقطة، التي وثقتها عدسات المصورين خلال حفل الاستقبال الكبير في قصر الصفا بمكة المكرمة، جاءت ضمن فعاليات قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية، التي جمعت أكثر من 50 زعيمًا عربيًا وإسلاميًا. ورافق الرقصة أداء لواحدة من أبرز الفنون الشعبية في المملكة، وهي “الدحة النجدية”، التي تشتهر بإيقاعها الحماسي وجذورها القبلية العميقة.
العرضة السعودية، أو العرضة النجدية، رقصة شعبية تراثية تمثل جزءاً أصيلاً من تاريخ المملكة، بدأت كأهازيج حربية وتحولت إلى رمز وطني يُؤدَّى في المناسبات الرسمية والمهرجانات والأعياد. وتُعد الرقصة الرسمية للبلاد، يشارك فيها الملك وكبار الشخصيات، وتعكس روح الوحدة والاعتزاز، إلى جانب “الدحة النجدية” التي تُعد من الرقصات الجماعية التقليدية في شمال ووسط المملكة.
ترامب ليس الأول زعماء ومشاهير رقصوا على الإيقاع السعودي
ليست هذه المرة الوحيدة التي خطفت فيها الرقصات الشعبية السعودية الأضواء خلال زيارات رسمية أو سياحية، إذ شارك عدد من قادة العالم وشخصياته البارزة في أداء “العرضة” أو “الدحة”، في مشهد يُجسد الانفتاح الثقافي وحفاوة الاستقبال السعودي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شارك برقصة العرضة النجدية في قصر اليمامة بالرياض خلال زيارته الرسمية عام 2019، في لفتة نادرة منه تعبيرًا عن التقدير والودّ.
شارك ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في زيارته إلى السعودية عام 2014، برقصة العرضة التقليدية في مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث، الثلاثاء، مرتديا الزي السعودي.
كريستيانو رونالدو احتفل بيوم تأسيس السعودية مع زملائه في النصر خلال مران الفريق، حيث ارتدى الزي التراثي “المرودن”، وشارك في العرضة السعودية حاملاً العلم والسيف، في أجواء وطنية مميزة وثّقها النادي عبر حسابه الرسمي.
وبين التراث السعودي والمشاهير، تبقى تلك اللحظات العفوية مثل رقصة ترامب والملك سلمان، محفورة في الذاكرة الجماعية، لتتحول من مشهد بروتوكولي إلى رمزٍ لتراث حيّ ينبض في قلب الدبلوماسية السعودية.