آيسف 2025.. عند فجر هذا اليوم، كانت العيون تلمع والطموحات تسبق الخطى، بينما غادرت بعثة المنتخب السعودي للعلوم والهندسة أرض الوطن متوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حاملة آمال المملكة في التميز العلمي والابتكار، للمشاركة في منافسات معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة “آيسف 2025″، الذي تحتضنه مدينة كولومبوس بولاية أوهايو في الفترة من 10 إلى 16 مايو الجاري.
40 طالبا يشاركون في آيسف
في قلب هذه الرحلة العلمية، يقف أربعون طالبًا وطالبة يمثلون الصفوة من أبناء الوطن، بعد أن اجتازوا مراحل عدة من التصفيات والبرامج التأهيلية الصارمة، ليكونوا وجهاً مشرفاً للمملكة في أكبر محفل علمي عالمي لطلاب ما قبل الجامعة، يضم أكثر من 1700 مشارك من 70 دولة.
ليس الأمر جديدًا على السعودية؛ فمنذ العام 2007، تشارك المملكة سنويًا في هذا المعرض ممثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” بالتعاون مع وزارة التعليم، وقد أثمر هذا الحضور المتواصل عن 160 جائزة حتى الآن، بينها 110 جوائز كبرى و50 جائزة خاصة، ما يعكس تطورًا مستمرًا في الأداء ونموًا في التميز.
المنتخب السعودي لهذا العام جاء مختلفًا، فقد زاد عدد المشاريع المشاركة من 35 إلى 40 مشروعًا، وهي زيادة أرجعها المهندس أنس الحنيحن، مدير إدارة البرامج البحثية وتنمية الابتكار في “موهبة”، إلى الجودة المتصاعدة للمشاريع العلمية المقدمة، وتوسّع قاعدة المشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2025”.
وقد شهد “إبداع 2025” مشاركة استثنائية، إذ بلغ عدد المسجلين فيه أكثر من 291 ألف طالب وطالبة، قدموا أكثر من 23 ألف مشروع في 22 مجالًا علميًا متنوعًا، ما جعل عملية التصعيد إلى النهائيات رحلة شاقة لا يبلغها سوى المتميزين.
المشاركون في آيسف 2025
لكن التحدي لم يقف عند التصفيات؛ فالمشاركون في “آيسف” خضعوا على مدار عام كامل إلى برامج تدريبية مكثفة طورتها “موهبة”، تضمنت اختبارات تشخيصية، ودورات متخصصة، وست مراحل تأهيلية لصقل مهارات العرض والإلقاء وتعزيز الثقة بالنفس والاستعداد للمنافسة العالمية.
ولا يقتصر المعرض على المنافسة، بل يمثل فرصة فريدة لعرض المواهب السعودية أمام نخبة من العلماء والخبراء الدوليين، ما يفتح الأبواب أمام الطلاب لاكتشاف آفاق جديدة من الدعم والتقدير والفرص العلمية المستقبلية.
الآن، ومع اقتراب موعد انطلاق فعاليات “آيسف 2025″، تتجه الأنظار إلى هذه البعثة التي تمثل حلم وطن وطموح أمة، آملة أن تعود من رحلتها وهي تحمل بين يديها جوائز جديدة، وتفتح أفقًا أوسع للمملكة في فضاء العلوم والابتكار.