في ظل ما يشهده المجتمع السعودي من تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة، تأتي الأسر في قلب هذا التغير، تبحث عن التوازن والاستقرار وسط تحديات متجددة.
جمعية المودة للتنمية الأسرية
وفي خطوة توصف بأنها نوعية ومؤثرة، أعلنت جمعية المودة للتنمية الأسرية عن إطلاق “جائزة الابتكار في التنمية الأسرية”، لتكون منبرًا جديدًا لتحفيز التفكير الإبداعي في دعم كيان الأسرة السعودية.
الجائزة لا تقتصر على التقدير المعنوي، بل تمثل رؤية جديدة للتغيير، حيث تُركّز على الحلول الواقعية والمبتكرة التي تنطلق من فهم عميق لاحتياجات الأسرة، وتُترجم إلى مبادرات قابلة للتطبيق وتُحدث فارقًا ملموسًا في حياة الأفراد.
رؤية 2030 في عمق المبادرة
رئيس مجلس إدارة جمعية المودة، المهندس فيصل بن سيف الدين السمنودي، أكد أن الجائزة تجسد التزام الجمعية بدعم ركائز رؤية السعودية 2030، التي تضع الأسرة كمركز للتنمية المجتمعية.
وأشار إلى أن الابتكار الاجتماعي لم يعد ترفًا، بل بات ضرورة لتجاوز التحديات المرتبطة بالتفكك الأسري، والضغوط الاقتصادية، وتغير أنماط الحياة.
“نسعى إلى بناء بيئة تمكّن الجمعيات من تحويل أفكارها المبدعة إلى مشاريع تنموية تُحدث أثرًا حقيقيًا”، يقول السمنودي، مضيفًا أن الجمعية لا تكتفي بدور الممول أو المنظم، بل ستوفر دعمًا تدريبيًا وإرشاديًا شاملاً لضمان جودة التنفيذ واستدامة المبادرات.
منصة للتميز.. ومقياس للأثر
الجائزة تستهدف الجمعيات والمؤسسات التي تمتلك خبرة لا تقل عن عامين، ما يُعزز جودة المشاركات ويضمن جاهزية الجهات المتقدمة لتقديم حلول فعالة. وستُقيم المشروعات بناءً على مستوى الابتكار، وضوح الأهداف، وقابلية التنفيذ، وهي معايير تُبرز أهمية التفكير المنهجي والإبداعي في العمل الخيري والاجتماعي.
لكن القيمة الأهم للجائزة تكمن في خلق مناخ تنافسي إيجابي بين الجهات الفاعلة في القطاع غير الربحي، وتحفيزها على تطوير برامج تتواءم مع الواقع السعودي وخصوصيته الثقافية.
فرصة لمجتمع أكثر تماسكًا
في زمن يتطلب فيه استقرار الأسرة أكثر من مجرد دعم مالي أو إرشادي، تمثل هذه الخطوة نقلة في طريقة التفكير حول العمل الأسري. إنها دعوة مفتوحة للمجتمع المدني للإسهام بفعالية في بناء أسر قادرة على التكيف، والصمود، والنمو.
وبينما تتجه الأنظار إلى المشاريع التي ستنبثق من هذه الجائزة، يبقى الأمل أن تتحول الأفكار المبدعة إلى واقع ملموس يلمسه كل بيت سعودي.