المحتويات
في ليلة حزينة بظلامها الدامس وأمطار الكثيفة بأحد ايام الشتاء بفبراير 2025، تحوّلت لحظة طيش إلى مأساة كبرى على الطريق الزراعي (القاهرة – الإسكندرية) عند مدخل قرية القناوية التابعة لمركز أبو حمص بمحافظة البحيرة.
عبدالعزيز مخيون
كان شاب يقود سيارة مسرعة، تسببت في صوت ارتطام مدوٍ، وصراخ يملأ المكان، وكان هذا المشهد المأساوي بداية لقصة هزّت الرأي العام، بطلها صلاح الدين مخيون، نجل الفنان القدير عبد العزيز مخيون.
السرعة والمخدرات
كان صلاح الدين، البالغ من العمر 23 عامًا، يقود سيارته بسرعة جنونية، في حالة فقدانٍ كاملٍ للسيطرة، ليس فقط على المقود، بل على وعيه أيضاً، إذ كشفت التحاليل لاحقاً تعاطيه للمواد المخدرة.
لحظات كانت كفيلة بإنهاء حياة الشاب لؤي محمد وصفي يعقوب (34 عامًا)، وإصابة اثنين آخرين، إضافة إلى تحطيم سيارات ودراجات نارية ومحل تجاري قريب من موقع الحادث.
النيابة تتحرك سريعًا
بعد انتشار الخبر، تحركت النيابة العامة، التي أمرت بالقبض على المتهم وتوجيه تهم القتل الخطأ، القيادة تحت تأثير المخدرات، والقيادة برعونة. وأمرت بتجديد حبسه على ذمة التحقيقات، فيما تصاعدت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مطالبين بالعدالة، ومتعاطفين مع موقف الفنان الكبير عبد العزيز مخيون.
جلسة صلح لم تحل الأزمة
في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، بادر الفنان عبد العزيز مخيون إلى عقد جلسة صلح عرفية مع أسرة الضحية، حضرها كبار العائلات وشخصيات عامة من المنطقة. وقدم الفنان العزاء بنفسه، ودفع دية بلغت مليون ونصف جنيه، في موقف أثار التعاطف وأعاد الحديث عن العادات العرفية في مواجهة الأزمات.
مطرقة المحكمة تقول كلمتها
لكن على الرغم من الصلح، لم تغلق أوراق القضية، فقد واصلت النيابة العامة إجراءاتها القانونية، إلى أن أصدرت محكمة جنايات دمنهور، أمس، حكمها برئاسة المستشار عبد العاطي مسعود شعلة، بمعاقبة صلاح الدين مخيون بالحبس 6 أشهر، وتغريمه 10 آلاف جنيه، بتهمة إحراز مواد مخدرة بقصد التعاطي والقيادة تحت تأثيرها، مما تسبب في وفاة الشاب بمركز شرطة أبو حمص.
قضية نجل عبدالعزيز مخيون
القضية، التي حملت رقم 2315 لسنة 2025، ستظل عالقة في ذاكرة المجتمع المصري، ليس فقط لارتباطها باسم فني معروف، بل لأنها فتحت الباب مجددًا للحديث عن مخاطر القيادة تحت تأثير المخدرات، والكيفية التي يمكن بها أن تتحول لحظة استهتار إلى مأساة لا تُنسى.