بناءً على دعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، عقد وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة مشاورات موسعة بشأن تطورات الصراع الدائر في السودان، الذي وصفوه بأنه “واحد من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”، محذرين من تداعياته المتزايدة على السلم والأمن الإقليميين.
السعودية ومصر والإمارات

وخلال الاجتماع، شدّد الوزراء على التزامهم بعدد من المبادئ الأساسية لإنهاء الصراع وضمان استقرار السودان، داعين إلى هدنة إنسانية فورية لمدة ثلاثة أشهر، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية انتقال سياسي شاملة.
خمسة مبادئ رئيسية لإنهاء الصراع
أكد البيان المشترك للوزراء التزامهم بمجموعة من المبادئ المشتركة، أبرزها:
سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار.
رفض الحلول العسكرية، مع التأكيد على أن استمرار الوضع الحالي يفاقم المعاناة الإنسانية ويهدد استقرار المنطقة.
ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، مع حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
الانتقال السياسي بقيادة مدنية يعبّر عن تطلعات الشعب السوداني، دون تدخل أو هيمنة من أطراف متحاربة أو جماعات متطرفة، لا سيما تلك المرتبطة بـ جماعة الإخوان المسلمين.
وقف الدعم العسكري الخارجي لأطراف النزاع باعتباره عاملاً رئيسيًا في إطالة أمد القتال وزعزعة الاستقرار الإقليمي.
خارطة طريق للانتقال السياسي
طالب الوزراء ببدء عملية انتقالية شاملة وشفافة، تُفضي خلال تسعة أشهر إلى تشكيل حكومة مدنية ذات شرعية واسعة النطاق، مؤكدين أن الشعب السوداني وحده هو من يملك حق تقرير مستقبل بلاده.
كما شدد البيان على أهمية الحيلولة دون استغلال النزاع من قبل قوى إقليمية أو محلية تسعى لتأجيج العنف، أو من قبل التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، ودعا إلى تعزيز أمن منطقة البحر الأحمر ومكافحة انتشار الفكر المتطرف.
التزامات الوزراء: دعم شامل وحراك دبلوماسي متواصل
أعرب الوزراء عن استعداد دولهم لـ:
بذل الجهود الدبلوماسية لدعم التوصل إلى تسوية سلمية تفاوضية.
الضغط على الأطراف المتنازعة لحماية المدنيين والبنية التحتية وضمان تدفق المساعدات.
التنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، والدول الأفريقية والعربية، لدعم جهود الاستقرار.
كما ناقش الاجتماع الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودان، وأهمية توفير الدعم للتعافي المبكر، مشيرين إلى ضرورة مواصلة الحشد الدولي لتوفير الموارد والإغاثة اللازمة.
دعم لجهود جدة والقاهرة
اختتم الوزراء اجتماعهم بتجديد دعمهم الكامل للجهود المبذولة عبر مسار جدة بقيادة السعودية والولايات المتحدة، الهادفة إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، كما أثنوا على مبادرة القاهرة وملتقى القوى المدنية والسياسية السودانية الذي استضافته مصر في يوليو 2024، باعتبارها خطوة مهمة على طريق الحل السياسي.
واتفق الوزراء على الاستمرار في عقد اجتماعات دورية، بما في ذلك الاجتماع الرباعي المقبل في سبتمبر 2025، لمتابعة تنفيذ التفاهمات وضمان تحقيق تقدم فعلي في مسار السلام السوداني.