المحتويات
شهدت المدينة الصناعية الأولى في الدمام تدشين مشروع المصانع متعددة الأدوار، أحد أبرز المشاريع الصناعية الواعدة التي أُطلقت برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، وذلك في حفل أقيم بديوان الإمارة يوم الخميس، بحضور كل من وزير الصناعة والثروة المعدنية ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) المهندس بندر بن إبراهيم الخريف، والرئيس التنفيذي لمدن المهندس ماجد بن رافد العرقوبي.
المصانع متعددة الأدوار: بيئة صناعية حديثة تحفّز رواد الأعمال
يُعد مشروع المصانع متعددة الأدوار نموذجًا رائدًا في تطوير البنية التحتية الصناعية، ويهدف إلى توفير بيئة صناعية محفزة ومتكاملة تدعم نمو رواد ورائدات الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ويتكوّن المشروع من مبنى متكامل مكون من 8 طوابق، يضم 78 وحدة صناعية حديثة، تتراوح مساحاتها بين 156 مترًا مربعًا و251 مترًا مربعًا.
وتتميّز الوحدات الصناعية في المشروع بكونها مجهزة بأحدث الأنظمة التقنية، ما يتيح للمستثمرين العمل في بيئة مرنة تدعم التوسع والإبداع الصناعي، وتُسهم في توليد قيمة مضافة على مستوى الإنتاج والخدمات الصناعية.
خدمات استشارية وتدريبية لتعزيز الكفاءة
ضمن إطار تقديم الدعم الشامل للمستفيدين، يوفر المشروع حزمة متكاملة من الخدمات الاستشارية والتدريبية، المصممة خصيصًا لرفع كفاءة المنشآت الصناعية وتعزيز جاهزيتها التشغيلية والإدارية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق دعم استراتيجية “مدن” الرامية إلى تمكين الصناعات الوطنية وتسهيل دخول رواد الأعمال إلى القطاع الصناعي بخيارات مرنة ومتكاملة.
انسجام مع رؤية السعودية 2030
أكد الأمير سعود بن نايف خلال التدشين أن ما تحقق في القطاع الصناعي هو ثمرة دعم القيادة الرشيدة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذين يولون اهتمامًا كبيرًا بتنمية المحتوى المحلي، وتعزيز تنافسية القطاع الصناعي، وتطوير البنية التحتية في المناطق الحيوية، خاصة في المنطقة الشرقية التي تُعد محورًا اقتصاديًا وصناعيًا استراتيجيًا.

وأشار سموه إلى أن هذا المشروع يتسق بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، لكونه يسهم في خلق بيئة حاضنة للصناعة، ويعزز من تنافسية القطاع الخاص، ويوفر فرصًا جديدة للنمو والاستثمار في المجالات الصناعية المتقدمة.
مكانة استراتيجية للمنطقة الشرقية
أوضح المهندس ماجد العرقوبي، الرئيس التنفيذي لـ”مدن”، أن المنطقة الشرقية تحتضن حاليًا ست مدن صناعية تحت إشراف الهيئة، تمتد على أكثر من 40 مليون متر مربع من الأراضي المطورة.
وتضم هذه المدن أكثر من 1,850 منشأة صناعية ولوجستية واستثمارية، بمعدلات إشغال تجاوزت 89%، وهو ما يعكس مدى الحيوية والطلب المتزايد على البنية التحتية الصناعية في هذه المنطقة.
تكامل وطني لتطوير البيئة الاستثمارية
وفي خطوة نوعية لتعزيز التعاون بين الجهات الوطنية وتطوير البيئة الصناعية، شهد الحفل توقيع مذكرة تفاهم بين “مدن” وأمانة المنطقة الشرقية، تهدف إلى توحيد الجهود التنظيمية والاستثمارية، بما يضمن تهيئة بيئة صناعية متكاملة وجاذبة للمستثمرين.
وتشمل المذكرة تنسيق السياسات المتعلقة بتنظيم الأراضي الصناعية سواء الخاضعة لإشراف الأمانة أو التابعة للقطاع الخاص، بما يحقق تكاملًا فعّالًا مع توجهات وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
وتأتي هذه المبادرات لتعزيز مستوى الجاذبية الاستثمارية في المنطقة، وتسهيل رحلة المستثمر عبر إزالة العوائق التنظيمية، وخلق بنية تنظيمية تدعم النمو المستدام للصناعات الوطنية.
ختام الحفل وتكريم أمير الشرقية
اختتمت مراسم التدشين بتقديم هدية تذكارية من وزير الصناعة والثروة المعدنية إلى أمير المنطقة الشرقية، تقديرًا لدعمه المستمر لقطاع الصناعة، وحرصه على متابعة المشاريع التنموية التي تخدم رؤية المملكة وتدعم الازدهار الصناعي والاقتصادي.