المحتويات
في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، تُستضيف الرياض يومي 29 و30 من شهر أبريل 2025 الاجتماع الدولي الثاني لمراكز التميز لمكافحة الإرهاب، الذي يُركّز على تأثير التقنيات الحديثة في مجال تمويل الإرهاب.
يعقد الاجتماع بمشاركة ممثلين من مراكز أممية ودولية وإقليمية، ومن مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي أُنشئ في الرياض في مايو 2017.
مركز استهداف تمويل الإرهاب
يعد مركز استهداف تمويل الإرهاب، الذي تم تأسيسه في مدينة الرياض عام 2017، من أبرز الكيانات متعددة الأطراف التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة تمويل الإرهاب. يشمل أعضاء المركز السعودية، الإمارات، البحرين، عمان، قطر، الكويت بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل على تعطيل شبكات تمويل الإرهاب والأنشطة الإرهابية التي تهدد الأمن الوطني للدول الأعضاء.
منصة إقليمية للحد من الأنشطة الإرهابية
يُركز المركز على تسهيل التنسيق بين الدول الأعضاء وتبادل المعلومات، حيث يسعى إلى استهداف شبكات تمويل الإرهاب عبر بناء القدرات وتقديم الدعم الفني للدول المشاركة. كما يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة تهديدات الإرهاب، مع الاستفادة من الخبرات المتاحة في الدول المشاركة، وتحديد الشركاء الإقليميين لتعزيز قدراتهم في مكافحة الإرهاب.
تسعى المملكة العربية السعودية من خلال هذا المركز إلى زيادة مستوى التعاون بين الدول الأعضاء وتبادل المعلومات لتعطيل شبكات تمويل الإرهاب، وفقًا ل مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية التي أُبرمت لمكافحة تمويل الإرهاب.
الجهود العملياتية والتدريبية
منذ تدشينه، أسهم المركز بشكل فعال في تبادل المعلومات والتعاون العملياتي بين الدول المشاركة، حيث تم تحديد وتعقب شبكات تمويل الإرهاب والأنشطة ذات الصلة، بالإضافة إلى إجراء ورش عمل لتبادل أفضل الممارسات في هذا المجال. وبفضل التنسيق المستمر، تم تحديد العديد من الأفراد والكيانات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية المختلفة، وهو ما يسهم في تعطيل الأنشطة الإرهابية وتحقيق الاستقرار الأمني.
توجيهات المركز ولجانه التنفيذية
يُعقد اجتماع اللجنة التنفيذية للمركز ربع سنويًا لتحديد التوجهات الإستراتيجية للمركز، بما في ذلك مسارات العمل الثلاثة الرئيسية: التصنيفات، مشاركة المعلومات، وبناء القدرات. وقد شهدت هذه الجولات التعاون بين الدول الأعضاء من خلال تصنيف 97 فردًا وكيانًا مرتبطًا بتنظيمات إرهابية في إطار جهود دولية موجهة لمكافحة تمويل الإرهاب.
الورش التدريبية وبناء القدرات
يمثل برنامج بناء القدرات أحد الركائز الأساسية في عمل المركز، حيث يعقد المركز 23 ورشة عمل تركز على تعزيز المعرفة بالمخاطر المستجدة في مجال تمويل الإرهاب، وذلك في إطار التعاون مع المنظمات الدولية مثل فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع للجنة مجلس الأمن بالأمم المتحدة.
وقد شملت ورش العمل والجلسات النقاشية تدريب الجهات القضائية والأمنية والجهات المعنية بالمؤسسات المالية والمنظمات غير الربحية على كيفية مكافحة تمويل الإرهاب عبر تقنيات وتقارير مالية حديثة، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ومعايير مجموعة العمل المالي (FATF).
القيادة والريادة في مجال مكافحة الإرهاب
تستمر المملكة العربية السعودية في القيادة والريادة في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله على الصعيدين المحلي والدولي. من خلال مركز استهداف تمويل الإرهاب، تُسهم المملكة في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وتطبيق المعايير الدولية الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
كما أن المملكة تواصل الالتزام بقرارات مجلس الأمن الأممي، والمساهمة في المبادرات الدولية التي تهدف إلى بناء القدرات الفنية للدول المعنية. ولعل إقامة ورش العمل والمؤتمرات الدولية في الرياض يعكس حرص المملكة على تعزيز مستوى التنسيق الدولي في هذا المجال، لضمان الأمن الإقليمي والدولي.
يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتسخير التقنيات الحديثة لمكافحة تمويل الإرهاب، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تعاون دولي مشترك لمكافحة هذه الجريمة العابرة للحدود. كما يعكس التعاون المستمر بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الشراكات مع المنظمات الأممية، التزام الجميع بمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.