يلجأ كثير من الأشخاص إلى مكملات الزنك باعتبارها وسيلة سهلة لتعويض نقص هذا المعدن الضروري للجسم ودعم المناعة، إلا أن الاستخدام المفرط لها قد يحمل عواقب صحية خطيرة، وفقًا لتقرير نشره موقع “Verywell Health” الطبي المتخصص.
الزنك
وأوضح التقرير أن تناول جرعات زائدة من الزنك، سواء لفترات قصيرة أو طويلة، قد يؤدي إلى اختلالات معدنية ووظيفية في الجسم، أبرزها نقص النحاس، وهو عنصر أساسي لإنتاج الطاقة وتكوين الأنسجة ودعم صحة الجهاز العصبي. ويؤدي هذا النقص إلى مشكلات مثل هشاشة العظام، واضطرابات التوازن، وارتفاع مستويات الكوليسترول.
وأشار التقرير إلى أن الاستهلاك المزمن للزنك قد يتسبب أيضًا في انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء، نتيجة استنزاف النحاس من الجسم، ما قد يؤثر سلبًا على قدرة الدم على نقل الأكسجين ومقاومة العدوى.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن الإفراط في الزنك قد يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي بدلًا من تقويته، إذ إن زيادة مستوياته تعيق التوازن الدقيق اللازم لعمل الخلايا المناعية بكفاءة، مما يرفع احتمالات الإصابة بالأمراض.

كما حذّر التقرير من تأثير الزنك الزائد على صحة القلب، موضحًا أن تناول نحو 50 ملغ يوميًا قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، وهو عنصر مهم لحماية الشرايين.
ولم تقتصر الأضرار على ذلك، إذ قد يؤدي نقص النحاس الناتج عن كثرة الزنك إلى اضطرابات عصبية تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، مسببة آلامًا عصبية، وضعفًا في الرؤية، ومشكلات في الإحساس.
وبيّن التقرير أن بعض كريمات ومنتجات تثبيت أطقم الأسنان التي تحتوي على الزنك قد تسهم أيضًا في تراكمه داخل الجسم عند استخدامها بكثرة، ما يزيد من خطر ظهور هذه الأعراض دون أن ينتبه المستخدم إلى السبب.
وأكد خبراء الصحة في ختام التقرير أن التعرض المفرط للزنك، سواء عبر المكملات الفموية أو المستحضرات الموضعية، قد يؤدي إلى أضرار تراكمية يصعب علاجها، مشددين على ضرورة عدم تناول مكملات الزنك إلا بعد استشارة طبية والالتزام الصارم بالجرعات الموصى بها.
















