تواصل المملكة العربية السعودية تحقيق إنجازات متسارعة في مجال الرعاية الصحية، في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الصحية وتطوير الخدمات الطبية.
مستشفياتنا ضمن النخبة العالمية
في خطوة لافتة، تم إدراج سبع مستشفيات سعودية ضمن قائمة “أفضل 250 مستشفى عالميًا لعام 2025″، وفقًا لتصنيف “براند فاينانس” الشهير، ما يعكس التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في هذا القطاع.
٧ مستشفيات سعودية ضمن قائمة أفضل ٢٥٠ مستشفى عالمياً

في مقدمة هذه المستشفيات جاء مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الذي حقق المركز الخامس عشر عالميًا، ليكون بذلك أفضل مستشفى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما ضمت القائمة الأخرى كلاً من مدينة الملك فهد الطبية، مستشفى الملك خالد الجامعي، مدينة الملك سعود الطبية، مدينة الملك عبدالله الطبية، الشؤون الصحية للحرس الوطني، ومستشفى الملك فهد الجامعي.
يستند هذا التصنيف إلى استطلاع آراء آلاف الخبراء من أكثر من 30 دولة، حيث تصدرت مستشفى جون هوبكنز الأمريكية القائمة، فيما جاءت مستشفيات جامعة أكسفورد في المركز الثاني، لتكون بذلك أول مؤسسة غير أمريكية تدخل في هذه القائمة المرموقة.
تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في قطاع الرعاية الصحية

هذا الإنجاز يؤكد مكانة المملكة كوجهة رائدة للرعاية الصحية على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويعزز من تقدمها نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى بناء منظومة صحية مستدامة وقوية.
وقد ساهمت هذه المستشفيات في تطبيق تقنيات طبية متطورة ودعم الأبحاث العلمية، وهو ما يضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في مجال الطب والرعاية الصحية.
توسيع التغطية الصحية لتشمل غالبية السكان

في سياق آخر، كشفت الهيئة العامة للإحصاء عن زيادة ملحوظة في نسبة التغطية الصحية للسكان، حيث تم تأمين 100% من السعوديين بتغطية نفقات الرعاية الصحية الأساسية لعام 2025. وفقًا للتقارير، فإن 96.2% من سكان المملكة قد تم تضمينهم في منظومة الرعاية الصحية، مع ارتفاع التغطية إلى 95.7% من المواطنين البالغين، و91.9% من المقيمين.
هذا التحسن يبرز جهود المملكة المستمرة لتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية، سواء من خلال التأمين الصحي الحكومي أو الخاص، لتلبية احتياجات جميع السكان.
تحسين جودة الحياة وزيادة متوسط العمر المتوقع

تُعد زيادة متوسط العمر المتوقع أحد المكاسب البارزة التي تحققت في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع من 74 عامًا في عام 2016 إلى 78.8 عامًا في 2025.
ووفقًا لتصريحات وزارة الصحة السعودية، يعود هذا التحسن إلى جودة الخدمات الصحية المتاحة في المملكة، إضافة إلى البرامج الوقائية التي تم إطلاقها للحد من الأمراض المزمنة وتعزيز نمط الحياة الصحي.
ومن بين هذه المبادرات، تبرز حملات التوعية الصحية التي تدعو إلى أهمية المشي وممارسة الرياضة، إلى جانب الإصلاحات الصحية في النظام الغذائي، مثل منع استخدام الزيوت المهدرجة وتقليل نسبة الملح في الأطعمة.
مسار رياضي مبتكر في الرياض

في خطوة أخرى نحو تحسين جودة الحياة، أعلنت المملكة عن افتتاح المرحلة الأولى من مشروع المسار الرياضي في الرياض، وهو أطول مسار رياضي حضري في العالم، حيث يمتد على طول 83 كيلومترًا. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الأنشطة الرياضية وتوفير بيئة صحية للعيش، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 التي تركز على تعزيز الصحة البدنية والنفسية.
المرحلة الأولى من المشروع تشمل خمس وجهات رئيسية، مثل وادي حنيفة والبرومينيد، بالإضافة إلى منتزه الرمال الرياضي وجامعة الأميرة نورة، حيث يمكن للزوار ممارسة الركض، ركوب الدراجات الهوائية، وحتى ركوب الخيل. المشروع يسهم في جعل الرياض واحدة من أفضل المدن العالمية من حيث جودة الحياة.
نظرة نحو المستقبل
تعد هذه الإنجازات دليلًا على قدرة المملكة على التحول إلى قوة صحية عالمية في السنوات المقبلة، وذلك من خلال التوسع في مشاريع الصحة العامة، وتطوير التقنيات الطبية، وتحسين جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها.
بحلول عام 2030، تسعى المملكة إلى أن تكون في صدارة الدول في توفير الرعاية الصحية المتطورة والشاملة، مما يعكس التفوق الذي تحقق عبر مجموعة من الخطط الاستراتيجية المدروسة.

















