أكدت الجمعية الفلكية بجدة أن ليالي فصل الشتاء تشهد تألقًا أكبر للنجوم مقارنة ببقية فصول السنة، وهو ما يلاحظه عشاق السماء بالعين المجردة، خصوصًا خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير. ويعود هذا الوضوح المميز للنجوم إلى الاتجاه الذي يواجهه جزء الأرض الذي نعيش عليه بالنسبة لمجرة درب التبانة.
سماء جدة
وأوضح رئيس الجمعية، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن النظر ليلًا في الشتاء يكون باتجاه الجزء الخارجي من الذراع الحلزونية للمجرة التي تنتمي إليها الشمس، حيث تقل كثافة النجوم، ما يقلل من الإضاءة الخلفية للسماء. ونتيجة لذلك، تصبح السماء أكثر ظلمة وتبرز النجوم الفردية بسطوع أكبر وتباين أعلى، ما يوفر تجربة مشاهدة فلكية فريدة لعشاق السماء.
مناطق المجرة
وأشار أبو زاهرة إلى أن الوضع يختلف في فصل الصيف، حيث يتجه النظر نحو مركز مجرة درب التبانة، وهو أكثر مناطق المجرة ازدحامًا بالنجوم، ما يؤدي إلى زيادة الإضاءة الخلفية وتشابك الأضواء، فيبدو المشهد السماوي ضبابيًا نسبيًا ويقل وضوح النجوم الفردية للعين المجردة.
وبيّن أبو زاهرة أن قطر مجرة درب التبانة يبلغ نحو 100 ألف سنة ضوئية، فيما يبعد مركزها عن الأرض مسافة تتراوح بين 25 ألفًا و28 ألف سنة ضوئية. وعلى الرغم من قرب هذا المركز النسبي، فإن كثافة الغبار بين النجمي تمنع الرؤية المباشرة له، ما يجعل السماء الشتوية أكثر صفاءً ووضوحًا للنجوم المحيطة بالنظام الشمسي.
النظام الشمسي
كما أوضح أن النظام الشمسي يقع ضمن ذراع حلزوني صغير يعرف باسم “ذراع أوريون”، بعرض يقارب 3500 سنة ضوئية وطول يصل إلى نحو 10 آلاف سنة ضوئية، ويتموضع النظام الشمسي قرب الحافة الداخلية لهذا الذراع، على مسافة تقارب نصف طول الذراع.
وأضاف أبو زاهرة أن كوكبة “الجبار” أو “الجوزاء” الشهيرة في السماء الشتوية تحمل هذا الاسم نسبة إلى النجوم الساطعة التي تميز فصل الشتاء، وتقع ضمن الذراع الحلزوني الذي نعيش فيه، مما يجعلها من أبرز معالم السماء خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير، ومفضلة لدى هواة رصد النجوم والفلك.
يأتي هذا التوضيح ضمن جهود الجمعية الفلكية بجدة لتوعية الجمهور بأفضل أوقات مراقبة السماء، وتشجيع العائلات وعشاق التصوير الفلكي على الاستمتاع بجمال النجوم في ليالي الشتاء الصافية، حيث توفر تجربة مشاهدة استثنائية بعيدًا عن ضبابية السماء التي تصاحب الأشهر الأكثر ازدحامًا بالنجوم.















