في خطوة تاريخية، تم افتتاح مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي في المدينة المنورة أمس الإثنين الموافق 22 ديسمبر 2025، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، ليكون منصة عالمية للاحتفاء بأحد أبرز الفنون العربية.

جاء هذا الحدث الثقافي الهام بحضور أمير منطقة المدينة المنورة، الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان. ويعد المركز واحدًا من أرقى المشاريع الثقافية التي تحتضنها المملكة، ويعكس اهتمام القيادة الرشيدة بالخط العربي كإرث حضاري وثقافي عريق.
مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي ليس مجرد منصة تعليمية، بل هو إرث حضاري حي يمثل الفن العربي الأصيل في أبهى صورة، ويستمر في إثراء الثقافة الإنسانية على مدار الأجيال القادمة.
أهمية المركز ودوره الثقافي

يسعى مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي إلى أن يكون منصة عالمية تهدف إلى تعزيز مكانة الخط العربي وحمايته من التآكل، إذ يعد الخط العربي جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية العربية والإسلامية. افتتح المركز في المدينة المنورة، التي تعد من أقدم وأهم المدن التي ارتبطت بتاريخ الخط العربي، وخاصة في ما يتعلق بتدوين المصحف الشريف. ويجسد هذا المركز دور المملكة في صون وتطوير هذا الفن العريق.
في بداية الحفل، ألقى وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان كلمة هنأ خلالها الجميع بهذا الإنجاز الثقافي الكبير، مؤكداً أن المركز سيشكل منصة دولية تحتفي بالخط العربي وتواكب تطوراته في عالم الفنون. وأوضح الوزير أن الخط العربي يمثل جزءًا من الهوية الثقافية العريقة التي يعتز بها كل مواطن عربي،
كما أشاد بالدعم غير المحدود الذي يقدمه الأمير محمد بن سلمان للثقافة والفنون في المملكة. وأكد أن افتتاح هذا المركز يؤكد اهتمام القيادة السعودية بالعناية بالتراث الثقافي، ويعكس رؤية المملكة 2030 في تعزيز مكانتها الثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
أهداف المركز

يركز المركز على خمسة محاور رئيسية، تهدف إلى نشر وإثراء الخط العربي على المستوى العالمي. وتشمل هذه المحاور:
المعرفة والتطوير: إنشاء بيئة علمية وبحثية لتطوير الخط العربي.
تنمية المهارات: تدريب وتأهيل الشباب الموهوبين من أجل الحفاظ على هذا الفن.
المشاركة المجتمعية: إشراك المجتمع المحلي والعالمي في برامج فنية وتدريبية متنوعة.
الأعمال والفرص: خلق فرص عمل للمبدعين والمواهب الناشئة في مجال الخط العربي.
الابتكار: تطوير تقنيات جديدة لدمج الخط العربي في التصميمات المعاصرة والفنون الحديثة.
برامج المركز وأثرها الثقافي
يتمتع المركز بعدد من البرامج الثقافية والتعليمية التي تهدف إلى تعزيز الخط العربي وتطويره على مختلف الأصعدة. ومن أبرز هذه البرامج:
وحدة البحث والأرشفة: التي تهدف إلى حفظ التراث الخطاطي وتوثيق الأعمال الفنية الخطية.
برنامج تعلم الخط العربي: لدعم المواهب الناشئة وإعداد جيل جديد من الخطاطين.
منح الدراسات والأبحاث: لدعم الباحثين في مجال الفنون الإسلامية والخط العربي.
متحف الخط العربي الدائم: الذي يضم مجموعة من أرقى الأعمال الخطية.
المعارض المتنقلة: لنقل جماليات الخط العربي إلى الدول الأخرى.
الجمعية الدولية للخط العربي: لربط الفنانين والخطاطين على مستوى العالم.
الدور الثقافي للمدينة المنورة
تعتبر المدينة المنورة نقطة ارتكاز رئيسية لهذا المركز، حيث أن هذه المدينة تعتبر مهدًا تاريخيًا للخط العربي، وحاضنة للعديد من الأعمال الفنية التي تحمل بصمة الخطاطين الأوائل. وتعد المدينة بمثابة ذاكرة حضارية للأمة الإسلامية، حيث ارتبطت بكتابة المصحف الشريف، مما يعزز من أهمية المدينة كمرجع ثقافي وفني للخط العربي.
أنشطة المركز وبرامجه المستقبلية
من المقرر أن ينظم المركز العديد من الورش التدريبية والإقامات الفنية لتطوير مهارات الخطاطين من مختلف أنحاء العالم. كما يخطط المركز لإطلاق مبادرات تعليمية دولية تهدف إلى نقل الفنون التقليدية في مجال الخط العربي إلى الأجيال القادمة. هذا بالإضافة إلى المعارض الدولية التي ستنظمها المملكة لعرض أحدث إبداعات الخط العربي.
رؤية 2030
يعد افتتاح مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي يأتي في إطار تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تركز على تطوير القطاع الثقافي، وتعزيز حضور المملكة في المجالات الفنية والابتكارية. كما يهدف المركز إلى رفع الوعي الثقافي بين الشعوب وتعريفهم بجماليات الخط العربي باعتباره إرثًا عالميًا يشترك فيه جميع الدول العربية والإسلامية.
ويستمر المركز في تقديم فرص التعلم والإبداع للشباب والفنانين من جميع أنحاء العالم، مما يعزز مكانة المملكة كداعم رئيسي للثقافة والفنون على مستوى العالم العربي والعالم أجمع.

















