فقدت الساحة الثقافية السعودية والعربية، اليوم الأحد، الكاتب والأديب السعودي أحمد أبو دهمان، مؤلف رواية «الحزام»، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد مسيرة أدبية ثرية امتدت لعقود، تنقّل خلالها بين القصة والرواية والشعر، وترك أثرًا بارزًا في المشهد الثقافي محليًا وعالميًا.
وفاة أحمد أبو دهمان

وسادت حالة من الحزن بين المثقفين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب إعلان وفاته، حيث نعاه عدد كبير من الأدباء والقراء، مستذكرين إسهاماته الإبداعية، وسيرته الثقافية المميزة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
وُلد الراحل في قرية آل خلف بمحافظة سراة عبيدة بمنطقة عسير، وهي البيئة التي شكّلت وعيه المبكر، وظهرت ملامحها بوضوح في أعماله الأدبية. تلقى تعليمه المتوسط في مدينة أبها، ثم انتقل إلى الرياض لاستكمال دراسته الثانوية في معهد المعلمين، قبل أن يلتحق بـ جامعة الرياض (جامعة الملك سعود حاليًا)، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وفي إطار رحلته العلمية، ابتُعث أبو دهمان إلى فرنسا، ليواصل دراساته العليا، ويحصل على درجة الماجستير من جامعة السوربون في باريس، وهو ما أسهم في توسيع آفاقه الثقافية، ومنحه بعدًا عالميًا انعكس في كتاباته وأسلوبه السردي.
وفاة مؤلف رواية “الحزام”
وبرز الراحل ككاتب متعدد المواهب، إذ كتب الشعر الفصيح والشعبي، إلى جانب القصة والرواية، غير أن شهرته الأوسع جاءت من خلال روايته الأشهر «الحزام»، التي شكّلت علامة فارقة في الرواية السعودية. صدرت الرواية لأول مرة باللغة الفرنسية عام 2000م عن دار غاليمار الفرنسية، إحدى أعرق دور النشر العالمية، قبل أن تُترجم لاحقًا إلى أكثر من 12 لغة، وتصدر في عدة طبعات، لتصبح موضوعًا للعديد من الدراسات والأبحاث والأطروحات النقدية باللغتين العربية والإنجليزية.
وقام أحمد أبو دهمان بترجمة رواية «الحزام» بنفسه إلى اللغة العربية، حيث صدرت طبعتها العربية عام 2001م، وحظيت باهتمام نقدي واسع، لتُعد من أبرز الأعمال الروائية السعودية التي حققت انتشارًا عالميًا.
وتتناول الرواية نشأة الراوي في إحدى قرى جنوب المملكة العربية السعودية، مسلطة الضوء على التحولات الاجتماعية والتعليمية، وتأثير العولمة على المجتمع المحلي، من خلال أسلوب سردي مميز، مزج بين الشعر والخيال والتاريخ، ما منح العمل عمقًا إنسانيًا وجماليًا لافتًا.
وبرحيل أحمد أبو دهمان، يودّع الوسط الثقافي قامة أدبية تركت إرثًا إبداعيًا خالدًا، سيظل حاضرًا في ذاكرة الأدب السعودي والعربي، وشاهدًا على تجربة كاتب استطاع أن ينقل المحلية إلى فضاء العالمية بصدق وإبداع.


















