في إنجاز طبي مميز، نجح فريق طبي متخصص في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر في إجراء عملية جراحية معقدة لمريضة في السبعينات من عمرها، تعرضت لإصابة شديدة في العمود الفقري تسببت في شلل بالأطراف السفلية. وقد كانت هذه السيدة قد خضعت لعدة عمليات سابقة في مستشفيات داخل وخارج المملكة لم تُجدِ نفعًا، حتى تفاقمت حالتها وأصبحت غير قادرة على الوقوف أو المشي.
تفاصيل الحالة الطبية
في تصريح للدكتور حسام الحبيب، استشاري طب وجراحة العمود الفقري والمخ والأعصاب، رئيس الفريق الطبي المعالج، أشار إلى أن المريضة حضرت إلى العيادة على كرسي متحرك، وقد أظهرت الفحوصات الطبية والأشعة التصويرية، بما في ذلك الرنين المغناطيسي (MRI) والأشعة المقطعية (CT Scan) والأشعة السينية (Digital X-Rays)، وجود كسر وإنفصال في الفقرة القطنية الأولى من العمود الفقري، بالإضافة إلى ضغط شديد على الحبل الشوكي والأعصاب، مما أدى إلى الإصابة بالشلل. كما أظهرت التحاليل المخبرية وجود هشاشة عظام من الدرجة المتقدمة.
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب
بعد مراجعة دقيقة للملف الطبي وفحص النتائج، قرر الفريق الطبي ضرورة التدخل الجراحي العاجل للحيلولة دون حدوث مضاعفات أكبر. وقد خضعت المريضة لتقييم من قبل أطباء القلب والباطنية، حيث تمت الموافقة على إجراء العملية.
استغرقت العملية الجراحية نحو أربع ساعات تحت التخدير العام، حيث تم استخدام أحدث التقنيات مثل المجهر الجراحي والملاحة العصبية وأجهزة مراقبة الأعصاب. تم خلالها إزالة كافة التثبيتات القديمة غير المستقرة، ومن ثم تم تعديل التشوه الحاصل في العمود الفقري حول الكسر باستخدام مسامير خاصة تناسب مرضى هشاشة العظام، ما يعزز تثبيت الفقرات بشكل محكم وآمن.
نتائج العملية والتعافي
بعد انتهاء العملية، تم نقل المريضة إلى وحدة العناية المركزة لمدة 24 ساعة لمتابعة حالتها الصحية، ثم تم نقلها إلى الجناح. وفي فترة قياسية، تحسنت مؤشراتها الحيوية، وتمكنت من المشي بمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي خلال 48 ساعة فقط. بعد أسبوعين من العملية، عادت المريضة لزيارة العيادة وهي بصحة جيدة، قادرة على المشي بشكل طبيعي.
نجاح العملية وأثرها على حياة المريضة
الدكتور حسام الحبيب عبر عن سعادته بنجاح العملية واستعادة المريضة لقدرتها على المشي، مؤكدًا أن هذه العملية تعد نموذجًا للقدرة على التعامل مع الحالات الطبية المعقدة والمتقدمة. وأضاف أن التقنية الحديثة والفريق الطبي المؤهل كان لهما دور أساسي في نجاح التدخل الجراحي، ما أسهم في إعادة الأمل للمريضة وعادتها لحياة طبيعية بعد معاناة طويلة.


















