في إنجاز طبي يُعد الأول من نوعه عالميًا، نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في إجراء 10 عمليات زراعة كلى تبادلية خلال يومين متتاليين، متزامنًا مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء الذي يُحتفل به في 13 أغسطس من كل عام. هذا الإنجاز يمثل أكبر عدد من عمليات الزراعة التبادلية التي تُجرى في مركز واحد على مستوى العالم، ويُعد شهادة على مكانة المستشفى الرائدة في مجال زراعة الأعضاء.
مستشفى الملك فيصل التخصصي
لقد تمكن المستشفى من إجراء 10 عمليات زراعة كلى تبادلية خلال فترة زمنية قصيرة، ما يُظهر الجاهزية العالية للمستشفى من الناحية السريرية واللوجستية، بالإضافة إلى التعاون المثمر بين الفرق الطبية متعددة التخصصات. يعتمد المستشفى على نظام تقني متطور لإدارة التوافق بين المتبرعين والمتلقين، مما يعزز كفاءة العمليات ويحسن نتائج الزراعة.
وتُعد الزراعة التبادلية للكلى نموذجًا مبتكرًا، حيث يتيح هذا النظام التبادل بين أزواج من المتبرعين والمرضى الذين لا تربطهم صلة قرابة مباشرة. في هذه العمليات، يتبرع كل شخص بكليته لمريض لا يرتبط به بصلة قرابة، في مقابل أن يتلقى قريبه كلية من متبرع آخر. هذه العملية تفتح آفاقًا جديدة أمام المرضى الذين يواجهون صعوبات في العثور على متبرعين مناسبين داخل أسرهم.
نظام الزراعة التبادلية
وتكمن أهمية هذه الزراعة في أنها تتيح زيادة الفرص التبادلية، مما يساهم في تحقيق التوافق بين المتبرعين والمستفيدين، وبالتالي زيادة فرص نجاح العملية. وتُسهم هذه الطريقة في تقليل الوقت اللازم للبحث عن متبرعين، وتقديم العلاج لمجموعة أكبر من المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة كلى.
منذ إطلاق البرنامج في مستشفى الملك فيصل التخصصي في عام 2011، أجرى المستشفى أكثر من 500 عملية زراعة كلى تبادلية، ليصبح واحدًا من أبرز المراكز المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم.
أرقام وإنجازات مميزة
وبالإضافة إلى هذا الإنجاز، قام مستشفى الملك فيصل التخصصي العام الماضي بإجراء 80 عملية زراعة كلى للأطفال، وهو الرقم الأكبر الذي تم تسجيله في عام واحد على مستوى العالم. يعتبر برنامج زراعة كلى الأطفال في المستشفى الأكبر من نوعه في العالم مقارنةً بالمراكز الصحية في أوروبا وأمريكا، ويُعد مثالًا للتميز في الرعاية الصحية التخصصية.
الاحترافية والتفوق العالمي
في إطار تطوراته المستمرة، يُصنف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على أنه الأول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والـ15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية في العالم لعام 2025. كما يحتل المستشفى المرتبة الأولى في المملكة والشرق الأوسط من حيث العلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة، وفقًا لـ “براند فاينانس” لعام 2024.
علاوةً على ذلك، فقد تم إدراج المستشفى ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة “نيوزويك” العالمية.
رؤية التميز والابتكار في زراعة الأعضاء
يُعد هذا الإنجاز جزءًا من التزام مستشفى الملك فيصل التخصصي في تحقيق رؤيته بأن يكون الخيار الأمثل لكل مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية. ويعكس التخصصي التزامه بتطوير البرامج الإكلينيكية والبحثية والتقنية، مما يسهم في تقديم أفضل تجربة علاجية محليًا وعالميًا، وتعزيز مكانة المملكة في مجال زراعة الأعضاء.
يستمر مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في تقديم مثالٍ حي على الريادة والابتكار في الرعاية الصحية، ليس فقط على مستوى المملكة العربية السعودية، بل على مستوى العالم. من خلال هذا الإنجاز التاريخي، تُعزز المملكة مكانتها في مجالات طبية متقدمة، ما يجعلها نموذجًا في المنطقة والعالم في تقديم رعاية صحية متخصصة وذات جودة عالية.