إذا كنت من محبي السفر، فأنت بالتأكيد اختبرت واحدة من تلك اللحظات التي تفتح فيها علبة الطعام على متن الطائرة بحماسة ثم تُصاب بخيبة أمل.
وجبة صغيرة، نكهة باهتة، وأحياناً طعام لا يُشبه اسمه. لكن ما السر؟ هل فعلاً شركات الطيران تتعمد تقديم طعام غير شهي؟ أم أن هناك أسباب خفية وراء هذه التجربة الغريبة في السماء؟
البداية كانت بسندويتش وفاكهة
هل تعلم أن أول وجبة قُدمت في الجو كانت عام 1919؟ وكانت ببساطة شطيرة وبعض الفاكهة على رحلة من لندن إلى باريس. ومنذ ذلك الوقت، تطورت الوجبات على الطائرات، لكن التحديات ظلت قائمة.
خطر التسمم وارد رغم المعايير
رغم أن شركات الطيران تفرض رقابة صارمة على موردي الطعام، فإن احتمال حدوث تسمم غذائي جماعي لا يزال قائماً، وهو ما يجعل الشركات أكثر حذراً وتقييداً في قوائمها.
هل يتغير طعم الأكل فعلاً في الجو؟
نعم على ارتفاعات عالية، حاسة التذوق لدينا تصبح أقل دقة. الهواء الجاف والضغط داخل المقصورة يؤثران على براعم التذوق والشم، مما يجعل الطعام يبدو أقل ملوحة أو نكهة.
أنت تأكل بأذنيك أيضًا
الأمر ليس مزحة. الضوضاء العالية داخل الطائرة تفسد تجربة الطعام، إذ كشفت دراسات أن الصوت المرتفع يمكن أن يقلل من الإحساس بالحلاوة والملوحة.
طهاة عالميون خلف الستار
كثير من شركات الطيران تستعين بطهاة مشهورين لتحسين تجربة الطعام. مثلاً، الخطوط الجوية البريطانية تعمل مع هيستون بلومنتال، بينما تستشير “توماس كوك” الشيف جيمس مارتن، وتعاونت الخطوط الفرنسية مع طهاة يحملون نجمة ميشلان.
لماذا لا نحصل على وجبات مشبعة؟
الأمر ببساطة مرتبط بالرياضيات والوزن. في رحلة بها 300 راكب، توصيل عدة وجبات مع أدواتها ومشروباتها يعني إضافة وزن يُقدّر بـ150 كجم، وهذا يؤثر على استهلاك الوقود وتكاليف الرحلة.
زيتونة واحدة وفرت 40 ألف دولار
في عام 1987، أزال مدير تنفيذي في الخطوط الجوية الأميركية حبّة زيتون واحدة من كل طبق سلطة، ونجح في توفير 40 ألف دولار! هكذا تفكر الشركات: كل غرام إضافي يعني خسارة محتملة.
“المسافر لا يتحرك”.. مبرر غريب
بررت بعض الشركات تقليل كميات الطعام بأن المسافر لا يبذل مجهوداً كبيراً أثناء الرحلة، وبالتالي لا يحتاج إلى سعرات حرارية عالية. لكن هل يكفي ذلك لتبرير الجوع؟
نصيحة مهمة للمسافرين
قبل أن تصعد إلى الطائرة، احرص على وضع بعض الوجبات الخفيفة في حقيبة يدك، مع الالتزام بقوانين الوزن والسوائل. فقد تكون هي طوق نجاتك من وجبة باهتة وسط الغيوم.