في إنجاز طبي جديد يُحسب للقطاع الصحي في المملكة، نجح الفريق الطبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الخبر، في إنقاذ حياة رضيع خديج وُلد في الأسبوع الثلاثين من الحمل بوزن لم يتجاوز كيلوغرامًا ونصف، وهو يعاني من تشوه خلقي معقد في المريء والرغامى، يُعرف بـ”الناسور الرغامي المريئي مع رتق المريء”، إضافة إلى تشوه قلبي تم تشخيصه قبل الولادة.
معجزة طبية في السعودية
الحالة شُخصت بدقة فور الولادة، بعد أن ظهرت على الطفل علامات خطيرة تمثلت في السعال المتكرر، والاختناق، وصعوبة شديدة في التنفس، وعدم القدرة على الرضاعة سواء عبر الفم أو الأنابيب، مما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً.
إنقاذ رضيع خديج
وقاد الفريق الطبي المتخصص في جراحة الأطفال، الدكتور أحمد الفايز، إلى جانب الدكتورة فاطمة المبيوق، سلسلة من الفحوصات المعمقة باستخدام أحدث تقنيات التصوير والتشخيص، والتي أكدت وجود رتق كامل في المريء وناسور غير طبيعي بين المريء والرغامى، إلى جانب تشوه في الشرايين القلبية لم يتطلب تدخلاً جراحياً فورياً.
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب
وبعد دراسة الحالة ومناقشتها ضمن فريق طبي متعدد التخصصات، تم إعداد خطة علاجية متكاملة، تُوجت بإجراء عملية جراحية دقيقة استغرقت 120 دقيقة، تم خلالها:
إغلاق الناسور الرغامي المريئي.
إجراء توصيل أولي للمريء لإصلاح الرتق.
العملية تمت بنجاح تام، وسط مراقبة دقيقة للحالة، حيث نُقل الطفل إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وبدأت حالته الصحية في التحسن التدريجي، حتى تم رفع أجهزة التنفس الصناعي، واستعاد الرضيع قدرته على التنفس والتغذية بشكل طبيعي، ليغادر المستشفى لاحقًا بصحة جيدة، وهو الآن في طور المتابعة الدورية ويُحرز تقدمًا مستمرًا.
علامة فارقة في طب الأطفال
يعكس هذا النجاح تميز قسم جراحة الأطفال في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، الذي يُعد من المراكز الطبية الرائدة في المنطقة، بفضل الكوادر المؤهلة والأجهزة المتطورة التي تُمكِّن من التعامل مع أدق وأعقد الحالات، لاسيما تشوهات حديثي الولادة والأمراض الجراحية النادرة.
واكد الدكتور أحمد الفايز أن “هذه الحالة من أصعب الحالات التي قد يواجهها جراحو الأطفال، نظرًا لصغر حجم الرضيع وتعقيد التشوه، لكن بفضل الله، ثم بفضل الجاهزية العالية للفريق الطبي، تحقق النجاح الذي نفخر به”.