المحتويات
هل تحولت شهرة جبال إيطاليا من نعمة إلى نقمة؟ يبدو أن جمال الطبيعة لم يعد كافيًا لاستقبال الحشود المتزايدة دون ضوابط، إذ بدأت السلطات المحلية باتخاذ إجراءات حازمة لتنظيم حركة الزوار، بعدما أصبحت مواقع مثل جبال “الدولوميت” ضحية لجاذبيتها على مواقع التواصل.
صور “إنستغرام” تجذب الآلاف وتقلق السكان
في السنوات الأخيرة، تحوّلت جبال الدولوميت إلى خلفية مثالية لصور المؤثرين على “إنستغرام”، مما أدى إلى تضاعف أعداد الزوار بشكل لافت. بعض الصور اليومية أظهرت طوابير تضم أكثر من 4 آلاف شخص، جميعهم يسعون لالتقاط اللقطة المثالية.
هذا الزحف السياحي أثار استياء السكان المحليين الذين اعتبروا أن هذه الشهرة تُرهق الطبيعة وتعتدي على الخصوصية، خصوصًا أن بعض الزوار لا يترددون في التعدّي على أراضٍ خاصة للوصول إلى مواقع التصوير الشائعة.
رسوم جديدة لعبور المواقع الطبيعية
استجابة لهذا التدفق غير المسبوق، لجأ أصحاب الأراضي في بعض المناطق الجبلية إلى تركيب بوابات دوّارة تطلب من الزائرين دفع رسوم دخول وصلت إلى 5 يورو نحو 6 دولارات، خاصة عند نقاط بارزة مثل “سيتشيدا” و”دراي تسينن”، وهي من أكثر المواقع تداولًا بين رواد التواصل.
وبينما يرى البعض أن هذه الرسوم مخالفة للقوانين الإيطالية التي تنص على مجانية الوصول إلى المنتزهات الطبيعية، لم تواجه هذه البوابات حتى الآن أي اعتراض رسمي.
انتقادات حادة للمؤثرين.. ودعوات لتشديد القوانين
كارلو زانيلا، رئيس نادي جبال الألب في منطقة “ألتو آديدجي”، عبّر عن امتعاضه الشديد من تأثير المؤثرين على البيئة الجبلية، ووصفهم بأنهم “يحولون الجبال إلى مسرح للفوضى”. بل ذهب إلى اقتراح منعهم تمامًا ورفع رسوم الدخول إلى 100 يورو، قائلاً: “هذا ليس ما ينبغي أن تكون عليه الجبال”.
محاولات محلية للسيطرة على الفوضى
في المقابل، تحاول الهيئات السياحية الحدّ من التوتر عبر حلول تنظيمية بديلة. ففي “سانتا كريستينا”، تم تعيين حرّاس لمراقبة الزوار والتأكد من التزامهم بالمسارات، ومنعهم من عبور المروج أو استخدام طائرات “الدرون”.
أما في وادي “أوستا”، فتم إنشاء مواقف سيارات خارج المناطق الجبلية وإلزام الزوار باستخدام حافلات للنقل، بينما فرضت مناطق مثل بحيرة “براييز” رسوم دخول قد تصل إلى 40 يورو للسيارة.
قرارات صيفية أكثر صرامة في وجه السلوكيات الفوضوية
لم تقتصر الإجراءات على المناطق الجبلية فقط، بل شهدت العديد من المدن الإيطالية قرارات جديدة تهدف إلى تهذيب سلوكيات السياح خلال صيف 2025:
-منع ارتداء ملابس السباحة أو التجول دون قميص خارج الشواطئ، مع فرض غرامات قد تصل إلى 500 يورو.
-في “ليفورنو”، يُمنع السير حافي القدمين في الشوارع.
-على شواطئ سردينيا، تم حظر التدخين والتمدد على الرمال دون سجادة خاصة.
-في “لا بيلوزا”، لا يُسمح بدخول أكثر من 1,500 شخص في نفس الوقت.
-الموسيقى الصاخبة باتت مقيدة بساعات محددة فقط.