المحتويات
في إطار جهودها لرفع الوعي العام وتعزيز الاستعداد لحالات الطوارئ النووية، أصدرت اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع (ICRP)، بالتعاون مع دار النشر SAGE في المملكة المتحدة، دليلاً مفصلاً يحتوي على تعليمات علمية موثوقة للوقاية من الإشعاع في حال وقوع انفجار نووي. وقد تم تقديم هذه الإرشادات مجانًا للجمهور استنادًا إلى التقرير رقم 146 الصادر عن اللجنة بعنوان “الحماية الإشعاعية للناس والبيئة في حالة وقوع حادث نووي كبير”.
لا إنذار مسبق.. لكن فرصة للنجاة
تحذر اللجنة من أن الانفجار النووي قد يقع دون سابق إنذار، ما قد يتسبب في خسائر بشرية ومادية ضخمة. وتؤكد أنه بالرغم من خطورة هذه الأحداث، فإن بعض الإجراءات الفورية قد تنقذ حياة آلاف الأشخاص.
في اللحظات الأولى بعد الانفجار، يجب التوجه فورًا إلى أقرب مبنى آمن والبقاء داخله لمدة لا تقل عن 24 ساعة. وتُعد الطوابق السفلية أو مركز المبنى من أكثر الأماكن أمانًا، نظرًا لقدرتها على حجب المواد المشعة القادمة من الخارج.
الدقائق العشر الحاسمة
عقب الانفجار، تبدأ المواد المشعة في الانتشار عبر ما يُعرف بـ”الغبار الإشعاعي المتساقط”، والذي قد يصل إلى الأرض خلال 10 دقائق أو أكثر. ولذلك، تُعتبر هذه الدقائق حاسمة للبحث عن ملجأ ملائم. المباني الخرسانية، المواقف تحت الأرض، والأنفاق توفر أفضل فرص الحماية.
وتُشير حادثة تاريخية إلى نجاعة هذه الإجراءات، حيث نجا المواطن “إيزو نومورا” من قصف هيروشيما عام 1945 لأنه كان في قبو مبنى لا يبعد سوى 170 مترًا عن مركز الانفجار، وعاش حتى سن 84 عامًا.
24 ساعة في العزلة.. لحماية حياتك
في الساعات الأولى بعد الانفجار، يُنصح بعدم مغادرة المأوى إلا في حال وجود خطر مباشر مثل حريق أو تسرب غاز. إذا كنت تعتقد أنك تعرضت لتلوث إشعاعي، قم فورًا بخلع الملابس الخارجية وغسل الشعر والجلد جيدًا. كما ينبغي عزل وتنظيف الحيوانات الأليفة المحتمل تلوثها في منطقة منفصلة.
ويُطمئن الخبراء أن الطعام والشراب الموجودان داخل الملجأ آمنان للاستهلاك، شريطة عدم تعرضهما للهواء الخارجي. كما يجب استخدام راديو يعمل بالبطارية أو وسيلة تواصل بديلة لمتابعة التعليمات الرسمية.
افهم المخاطر
يحذر الخبراء من عدة تأثيرات مباشرة للانفجار النووي، منها:
الوميض الضوئي: قد يسبب عمى مؤقت إذا شوهد من مسافات بعيدة.
النبض الحراري: قد يؤدي إلى حروق واشتعال مواد قابلة للاحتراق.
موجة الانفجار: تتسبب في دمار كبير وشظايا قاتلة.
الإشعاع الأولي: قد يؤدي إلى الوفاة في دائرة تبعد عدة كيلومترات عن الانفجار.
الغبار الإشعاعي المتساقط: يمثل التهديد الأخطر خلال الساعات الأولى.
النبض الكهرومغناطيسي: يؤدي إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات.
الاستعداد المسبق.. مفتاح النجاة
يوصي التقرير بتحديد أماكن الملاجئ مسبقًا سواء في المنزل أو مكان العمل أو المدرسة. كما يُنصح بتجهيز هذه المواقع بمستلزمات الطوارئ مثل:
راديو AM يعمل بالبطارية
مصباح يدوي وبطاريات إضافية
حقيبة إسعافات أولية
مياه شرب نظيفة تكفي لأسبوعين
طعام طويل الصلاحية
أدوات للتنظيف والتعقيم
ملابس وأحذية إضافية
ويوصى كذلك بتعليم الأطفال مهارات التعرف على الهوية، والتشاور مع العائلة لوضع خطة طوارئ محكمة.
كيف تتصرف عند سماع إنذار؟
إذا كنت خارج المنزل وقت حدوث الانفجار، ابحث فورًا عن مأوى في مبنى متين أو تحت الأرض، وتجنب الاحتماء داخل السيارات التي لا توفر حماية كافية. وإذا لم تجد ملجأ، احتمِ خلف جدار أو أي جسم صلب.
أما إذا كنت داخل مبنى، فابتعد عن النوافذ والأبواب. وفي لحظة الانفجار، تمدد أرضًا، وغطّ وجهك ورأسك لتقليل فرص الإصابة من الشظايا والحطام.
تؤكد اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع أن تطبيق هذه التعليمات قد يُحدث فرقًا كبيرًا بين الحياة والموت، في حال وقوع كارثة نووية لا قدر الله. ولمزيد من المعلومات، يُنصح بمتابعة المواد الإرشادية المصورة على موقع اللجنة وقنواتها الرسمية.