المحتويات
تشتهر الصين بجسورها الزجاجية المذهلة، حيث لا تكتفي الطبيعة بأن تأسر العيون من بعيد، بل تدعوك لتصبح جزءًا من المشهد أن تمشي فوقه حرفيًا. فهذه الجسور ليست مجرد ممرات معلّقة، بل مغامرات شفافة في الهواء، تمتزج فيها جرأة التصميم الهندسي بروعة المناظر الطبيعية، لتمنحك تجربة استثنائية لا تُشبه أي تجربة أخرى.
من وولونغ في تشونغتشينغ، حيث تمتد منصة زجاجية من جرف جبلي على ارتفاع يزيد عن 700 متر، إلى تشانغجياجيه في هونان، حيث يعبر جسر شفاف وادياً عميقًا بين جبال ألهمت فيلم “أفاتار”… كل جسر منها يحكي قصة دهشة، ويمنح زوّاره لحظة لا تُنسى.
سواء كنت تبحث عن شعور الارتجاف تحت قدميك، أو لقطة بانورامية لا تتكرر، فإن الجسور الزجاجية في الصين تفتح لك أبواب السماء حرفيًا.
في السطور القادمة، نستعرض أشهر تلك الجسور التي قد تتجاوز الـ 2300 جسر، وما يجعل كل واحد منها مختلفًا ومذهلًا بطريقته الخاصة.
أولًا: الجسر الزجاجي في وولونغ الصينية
في قلب الجنوب الغربي من الصين، وبين سلاسل الجبال الكارستية المذهلة في منطقة تشونغتشينغ، تقف منصة زجاجية تتحدى الجاذبية وتدعوك لاختبار شيء أقرب للطيران.
هذا هو الجسر الزجاجي في وولونغ – تجربة فريدة تجمع بين الطبيعة الطاغية وإثارة المرتفعات.
أين يقع؟
يقع الجسر في منتزه Wulong Karst في تشونغتشينغ، على ارتفاع يبلغ أكثر من 300 متر فوق سطح البحر. وتحديدًا، يمتد فوق وادٍ سحيق عمقه يقارب 718 مترًا، ما يجعل كل خطوة عليه تشبه التحليق في السماء.
تصميم يثير الحواس
الجسر ليس كغيره من الجسور؛ فهو منصة زجاجية بارزة من جرف جبلي، تطل من طرف واحد وتُشعرك بأنك تمشي على حافة العالم.
وقد تم تزويده بتقنيات مؤثرات بصرية كالأضواء والضباب، ما يمنح الزائرين لحظات من الترقب والدهشة، خاصة عندما تهتز الأرض الزجاجية تحت أقدامهم.
رغم سعته الرسمية لـ 300 زائر، إلا أنه قادر على تحمل ما يصل إلى 600 شخص في آنٍ واحد.
لماذا يستحق الزيارة؟
ببساطة، لأنه أحد أكثر الجسور الزجاجية إثارة في غرب الصين. ومن عليه، ستُطل على وادٍ هائل، وجبال تحف بك من كل اتجاه، فيما تتساقط الشلالات في الخلفية وتتشكل الغيوم أسفل قدميك.
إنه مزيج بين مشهد سينمائي وتجربة شخصية لا تُنسى. حتى أن البعض يقارنه بجسر “غراند كانيون” الأمريكي، إلا أن جسر وولونغ يتفوق عليه بامتداده بنحو 26 مترًا.
ثانيا: الجسر الزجاجي في تشانغجياجيه
في قلب مقاطعة هونان الصينية، وتحديدًا داخل حديقة غابة تشانغجياجيه الوطنية، توجد واحدة من أكثر التجارب جرأة وروعة في العالم: جسر زجاجي يمتد بين السماء والجبال، حيث كل خطوة عليه تعني السير فوق الفراغ.
360 درجة من الجمال
هذا الجسر ليس مجرد ممر مرتفع، بل منصة بانورامية مذهلة تُتيح للزوار رؤية لا تنقطع لسلاسل الجبال الضبابية التي ألهمت صانعي فيلم “أفاتار” في هوليوود.
تشعر وكأنك تسير في عالم خيالي، كل شيء فيه طافٍ ومعلّق بين الأرض والغيوم.
تصميم عالمي المستوى
صُمم الجسر من قبل المهندس المعماري الإسرائيلي الشهير حاييم دوتان، بطول يبلغ 430 مترًا، وعرض 6 أمتار، ومعلّق على ارتفاع يقارب 300 متر فوق الوادي.
يتكوّن من 99 لوحًا من الزجاج الشفاف، مما يجعل كل خطوة عليه أشبه بالقفز في الهواء… لكن بأمان.
ورغم التصميم الرشيق، فإن الجسر قادر على حمل 800 شخص دفعة واحدة، وهو ما يثبت قوته الهندسية رغم مظهره الشفاف.
السلامة أولًا… حتى بالمطرقة
بعد حادث تصدع مؤسف وقع في جسر زجاجي آخر شمال الصين عام 2015، اتخذت السلطات في تشانغجياجيه إجراءات صارمة لضمان الأمان.
لم يكتفوا باختبارات هندسية تقليدية، بل صعدوا إلى الجسر بمطرقة، بل وقادوا سيارة فوقه لإثبات تحمله، وأثبت الجسر صلابته وثقته.
افتتاح غير عادي
عند افتتاح الجسر، توافد نحو 8000 زائر للمشي عليه، دون خوف من الارتفاع أو الزجاج الشفاف. الزوار لم يكتفوا بالمشي، بل جلسوا، تمددوا، التقطوا صور سيلفي ومقاطع فيديو مذهلة وهم معلقون في الهواء.