المحتويات
في خطوة هائلة نحو المستقبل، تعمل المملكة العربية السعودية على بناء “برج جدة” الذي يوشك على تحطيم الأرقام القياسية كأطول برج في العالم.
هذا المشروع الضخم الذي يتوسط صحراء جدة، أصبح اليوم حديث العالم، حيث يتجاوز ارتفاعه المتوقع 1000 متر (3280 قدمًا) ليكون أول ناطحة سحاب في التاريخ تصل إلى هذا الارتفاع المذهل.
السعودية تحطم أرقام قياسية
يعد برج جدة، الذي تقدر تكلفته بمليارات الدولارات، جزءًا رئيسيًا من رؤية السعودية 2030، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي والابتعاد عن الاعتماد الكامل على النفط. هذا المشروع ليس مجرد معلم معماري، بل يعكس طموحات المملكة في أن تصبح رائدة عالميًا في مجال الابتكار والتنمية الحضرية المستدامة.
ويتم بناء البرج وفقًا لتقنيات هندسية متطورة ومواد متقدمة لضمان مقاومته لرياح الصحراء القوية، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان والكفاءة البيئية. التصميم الانسيابي للبرج يجسد التفوق المعماري، ويجعل منه أكثر من مجرد برج، بل معلمًا يعكس تطور السعودية.
مراحل البناء المستمرة
ورغم التوقف المؤقت الذي شهدته أعمال البناء لعدة سنوات، عاد المشروع إلى سيره الطبيعي مؤخرًا، حيث يتم صب الخرسانة في الطابق 64 بمعدل طابق واحد كل أربعة أيام. وهذا التقدم السريع في العمل يثبت أن البرج سيكتمل في الوقت المحدد، مع التوقعات بأن يتم رفع الخرسانة إلى ارتفاعات غير مسبوقة تصل إلى 800 متر في المستقبل القريب.
ميزات البرج الفريدة
البرج سيكون معلمًا متعدد الاستخدامات، إذ يتضمن 157 طابقًا، وفندقًا فاخرًا، وشققًا سكنية راقية، ومكاتب تجارية. كما سيكون له أعلى نقطة مراقبة في العالم، مما يوفر مشهدًا بانوراميًا ساحرًا للمدينة والمحيط. هذا بالإضافة إلى كونه مركزًا حضريًا متكاملًا يضم مستشفيات ومدارس وجامعات ومساكن لنحو 100,000 شخص.
تحقيق الطموحات الحضرية
وبحسب الخبراء، فإن برج جدة لا يعد مجرد رقم قياسي في البناء، بل هو خطوة كبيرة نحو تحول مدينة جدة إلى مركز عالمي للتجارة والثقافة. هذه الخطوة تعكس التوجه السعودي نحو تطوير مدن ذكية ومستدامة تُسهم في الارتقاء بنمط الحياة في المملكة.
مستقبل المدينة والمملكة
ومن المتوقع أن يكتمل بناء برج جدة بحلول عام 2028، وهو الموعد الذي يتزامن مع أهداف رؤية السعودية 2030. وعند اكتماله، سيتجاوز البرج مجرد كونه معلمًا معماريًا؛ بل سيكون رمزًا لمستقبل المملكة في المجال الحضري والتكنولوجي، ويسلط الضوء على إمكانية المملكة في استكشاف حدود العمارة الحديثة.