المحتويات
مشروع القدية.. في الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية السعودية إلى إعادة تعريف مفهوم الترفيه إقليميًا وعالميًا، يسطع نجم “مشروع القدية” كواحد من أضخم المشاريع الترفيهية الطموحة، التي لا تعيد رسم ملامح العاصمة الرياض فحسب، بل تغيّر خريطة الاستثمار في قطاع الترفيه عالميًا.
منذ وضع حجر الأساس لهذا المشروع العملاق، الذي يُقام على مساحة تتجاوز 334 كيلومترًا مربعًا، بدت ملامح مدينة ترفيهية فريدة تتشكل شيئًا فشيئًا، برؤية تواكب طموحات رؤية المملكة 2030، ومع تكلفة تُقدّر بحوالي 8 مليارات دولار، بات مشروع القدية يُنظر إليه كمنصة عالمية لصناعة الترفيه، قادرة على استقطاب الزوار من مختلف دول العالم، وجذب رؤوس الأموال العالمية.
300 مرفق ترفيهي وتعليمي
يتضمن المشروع أكثر من 300 مرفق ترفيهي وتعليمي، تتمحور حول خمسة محاور رئيسية:
الحدائق والوجهات
الرياضة واللياقة
الطبيعة والبيئة
الثقافة والفن
الحركة وقابلية التنقل
كما يضم المشروع مجموعة من أكثر عناصر الترفيه إثارة في العالم، من بينها البرج المتساقط، وقطار الملاهي الأطول عالميًا، المتوقع أن يُسجّل أرقامًا قياسية، وصولًا إلى ملعب جولف ضخم يضم 18 حفرة**، ليضفي بعدًا رياضيًا راقيًا على التجربة الترفيهية.
مراحل تطوير طموحة حتى 2035
أُطلقت المرحلة الأولى من مشروع القدية في عام 2022، فيما تتواصل أعمال التطوير لتشمل خلال المرحلة الثانية (2023–2025) بناء المجمعات الرئيسية وتوفير 4 آلاف وحدة سكنية.
أما المرحلة الثالثة، والممتدة من 2026 إلى 2035، فستشهد نمو المدينة الترفيهية على نحو شامل، مع توفير 11 ألف وحدة سكنية إضافية، كما يُتوقّع أن تُسهم القدية في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 17 مليار ريال (4.5 مليار دولار)، وخلق أكثر من 57 ألف فرصة وظيفية.
شراكة عالمية
في واحدة من أبرز الاتفاقيات النوعية التي وُقّعت ضمن المشروع، عقد صندوق الاستثمارات العامة اتفاقية مع شركة “سكس فلاغز” Six Flags العالمية، لتطوير متنزه يحمل علامتها التجارية داخل المشروع، ويُعد هذا التعاون بداية دخول شركات الترفيه العالمية إلى السوق السعودي، بما يعكس ثقة المستثمرين الدوليين في البيئة الاقتصادية والاستثمارية للمملكة.
بوابة جذب لـ 31 مليون زائر سنويًا
من المتوقع أن يستقطب مشروع القدية نحو 17 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، على أن يرتفع العدد إلى 31 مليون زائر في مراحل لاحقة، ويعكس هذا الإقبال المتوقع حجم الجاذبية التي يتمتع بها المشروع كمقصد ترفيهي وسياحي من الطراز العالمي.
استثمار في الإنسان
مشروع القدية ليس مجرد وجهة ترفيهية، بل هو مشروع وطني استراتيجي، يراهن على الطاقة السعودية الشابة، من خلال خلق وظائف وفرص تطوير مهني، كما يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني بعيدًا عن النفط، ويعزّز جودة الحياة عبر توفير مرافق ترفيهية وتعليمية وصحية بمعايير عالمية.
في النهاية، تمثل القدية حلمًا سعوديًا يتحول إلى واقع ملموس، مدينة نابضة بالحياة، تجسّد طموح المملكة في أن تكون لاعبًا رئيسيًا على خارطة الترفيه العالمية.