في خطوة تعكس طموحها الأكاديمي وريادتها الوطنية في مواكبة تحولات التعليم، تُنظّم جامعة حفر الباطن، يومي 6 و7 مايو 2025، المؤتمر العلمي الدولي “استشراف مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي”، برعاية كريمة من محافظ محافظة حفر الباطن الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل، بمشاركة باحثين ومختصين من داخل المملكة وخارجها.
ويأتي هذا الحدث العلمي المهم ليجسد الدور الحيوي للجامعة في قيادة مسار التحول الأكاديمي في المملكة، حيث تسعى الجامعة من خلال المؤتمر إلى تشكيل خارطة طريق تعليمية جديدة تستوعب قدرات الذكاء الاصطناعي وتُفعّله كأداة للتطوير والابتكار التعليمي.
جامعة تبني المستقبل
وأكد الدكتور بدر بن جمعان الشاعري، وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، أن المؤتمر يمثل انعكاسًا مباشرًا لرؤية الجامعة التي تجاوزت دور التعليم التقليدي إلى موقع الفاعل والمؤثر في رسم ملامح مستقبل التعليم، مشيرًا إلى أن جامعة حفر الباطن باتت اليوم منصة أكاديمية لطرح الأسئلة الكبرى عن كيف سيتعلم الإنسان في العصر الرقمي، وما هي المهارات الجديدة التي سيحتاجها في سوق يتغير بوتيرة متسارعة.
وأضاف الشاعري: “نحن لا نتابع التحولات فقط، بل نعمل على قيادتها وتطويعها لخدمة التعليم السعودي، من خلال تأصيل البحث العلمي وتبادل الخبرات وصياغة حلول واقعية تتواءم مع متطلبات المستقبل”.
بيئة محفزة تجمع الخبراء والمبتكرين
ويضم المؤتمر برنامجًا علميًا متنوعًا يتخلله ورش عمل تفاعلية، وجلسات علمية متخصصة، ومعرض للملصقات العلمية، وحلقات نقاش مفتوحة، بهدف إثراء النقاش حول تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتقديم نماذج قابلة للتطبيق في المؤسسات التعليمية.
ويمثل الحدث فرصة فريدة لـ ربط مخرجات البحث العلمي بالحاجة الفعلية للتطوير التربوي، حيث يشارك فيه نخبة من العلماء والممارسين والخبراء التقنيين من جامعات وهيئات محلية ودولية، في إطار سعي الجامعة إلى بناء شبكة علمية تُسهم في دعم السياسات التعليمية.
انسجام مع رؤية المملكة 2030
ويأتي انعقاد المؤتمر في سياق متكامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي أولت التعليم دورًا محوريًا في بناء اقتصاد معرفي ومستقبل مستدام. وتسعى جامعة حفر الباطن من خلال هذا المؤتمر إلى تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان، وإبراز نموذج التعليم السعودي المتطور عالميًا.
ريادة أكاديمية على أرض الواقع
بهذا المؤتمر، تؤكد جامعة حفر الباطن مكانتها كواحدة من المؤسسات الأكاديمية السعودية التي تمتلك رؤية واضحة نحو المستقبل، وتترجمها إلى مبادرات علمية ومجتمعية ملموسة. فهي لا تنظر فقط إلى تحولات الذكاء الاصطناعي كقضية تقنية، بل تُعيد رسم علاقتها بالتعليم والبحث والابتكار من منظور وطني شامل، يعزز من قدرة الإنسان السعودي على قيادة التغيير لا التكيّف معه فقط.