تستضيف العلا اليوم الاثنين، فعالية “الطنطورة” في البلدة القديمة، احتفاءً بإحدى أبرز العلامات التراثية المرتبطة بتاريخ المنطقة وتراثها غير المادي. وتُعد الطنطورة ساعة شمسية (مزولة) تاريخية اعتمد عليها أهالي العُلا منذ مئات السنين لتحديد دخول الموسم الزراعي وبداية المربعانية، ما جعلها عنصرًا أساسيًا في تنظيم الحياة اليومية وربط النشاط البشري بدورة المواسم الزراعية عبر الأجيال.
العلا تحتفي بفعالية “الطنطورة”
وتأتي فعاليات هذا العام ضمن جهود الهيئة الملكية لمحافظة العُلا لإبراز المكوّنات الثقافية وتعزيز حضور التراث في المشهد العام. وتشمل الفعالية مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والتراثية، التي تُسلِّط الضوء على القيمة التاريخية للطنطورة، ودورها في توثيق العلاقة بين الإنسان وبيئة الواحة الزراعية. كما تتضمن الفعاليات عروضًا تراثية، وتجارب للحرف التقليدية، وفقرات تعريفية بتاريخ الطنطورة واستخداماتها، وأنشطة تحاكي الحياة القديمة في العُلا.
تعزيز الوعي الثقافي والسياحي
يسهم تنظيم الفعالية في رفع الوعي بهذه العلامة التراثية بوصفها أحد أبرز شواهد التراث الثقافي غير المادي في المنطقة، كما يبرز الدور الذي لعبته الطنطورة في الممارسات الموسمية التي شكّلت أسلوب حياة السكان، لا سيما فيما يتعلق بالإعلان عن بداية فصل الشتاء والاستعدادات الزراعية المصاحبة للمربعانية.
ويعكس إحياء هذه الفعالية التزام الهيئة الملكية بمحافظة العُلا بصون التراث وتفعيله بأساليب معاصرة تدعم الهوية الثقافية وتعزز الانتماء، وتربط الأجيال الحالية بإرث العُلا التاريخي. كما تعمل الفعالية على تنشيط الحركة الثقافية والسياحية في المنطقة، من خلال تقديم تجارب غنية ومباشرة للزوار تعمّق فهمهم لقيمة التراث الوطني وأهمية المحافظة عليه.
التراث والتنمية المستدامة
يمثل إحياء فعالية “الطنطورة” نموذجًا للجهود الرامية إلى حماية الكنوز التراثية والطبيعية في العُلا، وتعزيز دورها في التنمية المستدامة، بما يتوافق مع رؤية العُلا طويلة المدى ومستهدفات رؤية المملكة 2030. وتسعى الفعالية إلى تقديم تجربة متكاملة تجمع بين التعليم والترفيه والتاريخ، لتسليط الضوء على الموروث الثقافي الفريد للمنطقة وربطه بالحياة المعاصرة والزوار من مختلف الجنسيات.
بهذه المبادرة، تؤكد العُلا على مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية غنية بالتراث، تحافظ على تاريخها وتعزز فهم الجيل الحالي


















