ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2025، نظّم المعرض ورشة عمل بعنوان «بناء القصة المصورة»، قدمتها الكاتبة والمهتمة بأدب الأطفال واليافعين نورة الأشولي، وسط حضور لافت وتفاعل كبير من الفئة العمرية المستهدفة، لا سيما الأطفال واليافعين المهتمين بعالم القصص المصورة والإبداع البصري.
معرض جدة للكتاب
وسعت الورشة إلى تعريف الزوار بعوالم أدب اليافعين والأطفال، وتسليط الضوء على القصة المصورة بوصفها أحد الفنون السردية الحديثة التي تجمع بين النص والصورة، وتُسهم في تنمية الخيال والقدرات الإبداعية لدى النشء.
تاريخ القصة المصورة
وقدمت الأشولي في مستهل الورشة نبذة موجزة عن تاريخ القصة المصورة، وأنماطها المختلفة، إلى جانب استعراض نماذج عالمية ومحلية تعكس تطور هذا الفن وانتشاره في الثقافات المتعددة.
وتطرقت المتحدثة إلى الجذور التاريخية للقصة المصورة، موضحة أن بداياتها تعود إلى نهايات القرن الثامن عشر، حيث تُنسب أولى القصص المصورة الأوروبية إلى الفنان الأوروبي رودلف توبفر، الذي أسهم في ترسيخ هذا النوع الأدبي، قبل أن يشهد لاحقًا تطورات متسارعة على يد عدد من المهتمين، مدعومة بالتقنيات الحديثة التي أسهمت في تجديد أدواته وأساليبه.
وأكدت الأشولي أن القصة المصورة تعتمد على مجموعة من العناصر الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرة إلى أن الشخصيات، والخطوط، وبالونات الحديث، والمؤثرات الصوتية تشكل الركائز الرئيسة لهذا الفن، ولا يمكن لأي قصة مصورة أن تقف على قدميها دون تكامل هذه العناصر، بغض النظر عن ترتيبها أو طغيان أحدها على الآخر.
وشهدت الورشة تنفيذ عدد من التمرينات العملية التفاعلية التي لاقت استحسان الحضور، من بينها تمرين حمل عنوان «ارسم نفسك وأنت تتحول إلى نخلة»، وآخر بعنوان «ارسم الموقف»، حيث أتيحت للمشاركين فرصة التعبير عن أفكارهم بصريًا وسرديًا، ما أسهم في تعزيز التفاعل وتنمية مهارات التخيل والرسم وبناء المشاهد القصصية.
كما استعانت الورشة بعدد من الإصدارات القصصية المصورة كنماذج تطبيقية، أتاحت للحضور الاطلاع على أساليب متنوعة في السرد البصري، أعقبها حديث موسع للأشولي حول تجربتها الشخصية في كتابة القصص المصورة، والتحديات التي تواجه هذا النوع الأدبي، وأهمية دعمه وتشجيع المواهب الشابة على خوضه.
ويأتي تنظيم هذه الورشة ضمن جهود معرض جدة للكتاب 2025 في تنويع برامجه الثقافية، واستهداف مختلف الفئات العمرية، لا سيما الأطفال واليافعين، عبر أنشطة تسهم في بناء الوعي الثقافي وتعزيز الإبداع.
ويختتم معرض جدة للكتاب 2025 فعالياته يوم السبت 20 ديسمبر، بعد عشرة أيام حافلة بالحضور الكثيف والفعاليات الثقافية المتنوعة، بمشاركة نحو 1000 دار نشر سعودية وعربية، قدمت للزوار أحدث إصداراتها في مختلف مجالات المعرفة، ما عزز من مكانة المعرض كأحد أبرز التظاهرات الثقافية في المملكة والمنطقة.


















