اختُتمت في الرياض مساء اليوم (السبت) فعاليات مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025 في نسخته الخامسة، والذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، الأصول، والتأثيرات المتبادلة».
الرياض تُرسّخ ريادتها
وقد شهد المؤتمر على مدار ثلاثة أيام حضورًا لافتًا لمفكرين وأكاديميين وباحثين من مختلف دول العالم، في برنامج علمي ثري بحث أسئلة الفكر الإنساني عبر العصور والحضارات.
اليوم الأول: قراءة في طبيعة التفلسف
انطلقت أعمال المؤتمر بجلسة تناولت طبيعة التفلسف في الثقافتين الشرقية والغربية، قدّم خلالها الدكتور محمد أبو الطاهر طرحًا موسعًا حول مفهوم «المسافة» ودوره في تباين الرؤى الحضارية. وأوضح أن الفلسفة الحديثة أعادت الاعتبار لهذا المفهوم باعتباره إطارًا تحليليًا يساعد على فهم علاقة الإنسان بالعالم وتحولات الوعي المعرفي.
وتناولت الجلسات اللاحقة ماهية التفلسف ومراحله، مؤكدة أن الفعل الفلسفي ممارسة حيّة تستهدف فهم تحديات العصر وصياغة مفاهيم قادرة على مواكبة تحولات الإنسان والمجتمع.
اليوم الثاني: الفلسفة بين التاريخ والتأثيرات المتبادلة
واصل المؤتمر في يومه الثاني مناقشة قضايا فلسفية معمّقة، من أبرزها جلسة «الفلسفة ومركزيتها في قراءة التاريخ» التي بحثت دور الفلسفة في تحليل تطوّر الحضارات ومسارات التفكير الإنساني.
كما ناقشت جلسة أخرى العلاقة بين الفلسفة الشرقية واليونانية، متتبعة جذور التأثير المتبادل بين المدرستين، وعودة الاهتمام بالفكر الشرقي في النقد ما بعد الحداثي.
وتوقف المشاركون عند إسهامات ابن سينا في إعادة تشكيل مفهوم الوجود وتأثيره الممتد عبر القرون، إلى جانب دراسات حول البنية الفلسفية للفكر الإسلامي وقدرته على تقديم رؤى معيارية تجمع بين الأخلاق والعواقبية، فضلًا عن مقاربات قارنت تمثيلات الشر في الأدب العربي والغربي.
جذور السؤال الفلسفي الأول
وتناولت جلسة «أصول التفلسف بين الشرق والغرب» بدايات السؤال الفلسفي وكيف أسهم التراثان الشرقي والغربي معًا في تشكيل بنية العقل الإنساني ومساره عبر التاريخ، مؤكدة أن دراسة النشأة الأولى للفكر تتيح قراءة أعمق لتطوّر المفاهيم.
فعاليات موازية وحضور جماهيري
إلى جانب الجلسات العلمية، شهد المؤتمر فعاليات موازية مثل «رحلة الفكرة» و**«مرايا الذات»** و**«فلاسفة الغد»** الموجهة للأطفال، والتي هدفت إلى توسيع دائرة الحوار الفلسفي ليصل إلى مختلف الفئات العمرية.
ختام يؤكد مكانة الرياض
ومع اختتام أعماله اليوم، رسّخ المؤتمر مكانته كمنصة عالمية تجمع مدارس فلسفية متعددة في حوار معرفي مفتوح، وأسهم في تعزيز حضور الرياض كعاصمة ثقافية وفكرية، ومركز مؤثر في دفع الحوار بين الحضارات، وتقديم رؤى فكرية تعكس التنوع والثراء الإنساني.


















