تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر من إجراء عملية جراحية ناجحة لإنهاء معاناة مراجعة تبلغ من العمر 38 عامًا، كانت تعاني من ورم كبير في القولون ممتد وملتصق بـ المبيض الأيمن والأنسجة المحيطة، إضافة إلى التهاب القولون الناتج عن عدوى فطرية نادرة تُسمى Basidiobolomycosis colitis، والتي غالبًا ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ كمرض كرونز أو الدرن.
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر
بحسب الدكتور هزار الفريجي، استشاري الجراحة العامة ورئيس الفريق الطبي المعالج، فإن المراجعة وصلت إلى المستشفى بعد معاناة طويلة من نوبات حادة من الألم في البطن، حيث لوحظ وجود كتلة صلبة في الجزء السفلي الأيمن من البطن. هذه الكتلة كانت مؤلمة عند اللمس، وقد كانت السيدة تشكو من فقدان حاد للوزن، بالإضافة إلى الإسهال الشديد والشعور بالتعب والإرهاق العام. كما أضافت السيدة أنها حاولت العلاج في مستشفيات أخرى، حيث تم تشخيص حالتها على أنها التهاب مزمن بالزائدة الدودية والأمعاء، ولكن لم تتحسن حالتها مع العلاجات التحفظية.
الفحوصات الطبية والقرار الجراحي
بعد إجراء فحوصات طبية شاملة، بما في ذلك الموجات فوق الصوتية (Ultra Sound) والتصوير المقطعي (C.T. Scan)، تبين وجود كتلة ورمية كبيرة في القولون الأيمن، يبلغ طولها 21 سم وعرضها 13 سم، وقد امتدت إلى المبيض الأيمن والأحبال الرحيمة المحيطة. بالإضافة إلى أن هذه الكتلة تسببت في التهاب حاد في الزائدة الدودية.
بناءً على هذه النتائج، قرر الفريق الطبي ضرورة التدخل الجراحي العاجل لإزالة الكتلة الورمية ولعلاج الفطريات النادرة الموجودة في البطن. وأوضح الدكتور هزار أنه لو تم تأخير العملية، كان من الممكن أن تواجه المريضة مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
العملية الجراحية والنتائج
تمت العملية تحت التخدير العام واستغرقت ساعتين. قام الفريق الجراحي بفتح البطن بعناية كبيرة، حيث تم تحرير الورم من التصاقات بالمبيض الأيمن، والأحبال الرحيمة، والأنسجة المحيطة، ثم تم استئصال الورم بشكل كامل. وبعد ذلك، تمت إعادة توصيل الأمعاء بشكل طبيعي. تم إرسال عينة من الورم إلى الفحص المخبري للتأكد من طبيعة الأورام.
تم نقل المريضة إلى جناح التنويم، حيث تلقت رعاية طبية مكثفة لمدة ستة أيام، وشهدت تحسنًا ملحوظًا في حالتها الصحية. اختفت آلامها، وبدأت الشهية في العودة بشكل تدريجي، كما تحسنت عملية الإخراج.
الأورام النادرة وأعداد المصابين
في ختام تصريحاته، أكد الدكتور هزار الفريجي أن هذا الورم يعد من الأورام النادرة والخطيرة جدًا. مشيرًا إلى أن عدد المصابين بهذه الحالة في المنطقة الشرقية من المملكة يبلغ 20 حالة فقط من إجمالي 71 حالة تم رصدها على مستوى العالم. وأضاف أن من بين هؤلاء المرضى، توفي 8 حالات بسبب صعوبة تشخيصهم، حسب السجلات الطبية العالمية.


















