في خطوة طبية هامة، أجرى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر عملية تكميم معدة ناجحة بالمنظار لطفل يبلغ من العمر 14 عامًا، كان يعاني من السمنة المفرطة التي تسببت له في العديد من المشاكل الصحية والنفسية. الطفل، الذي بلغ وزنه أكثر من 250 كجم وكتلة جسمية 80، كان يعاني من ضعف الحركة والاكتئاب، مما أدى إلى عزله عن المحيطين به وتركه للدراسة.
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب
قال الدكتور عبدالوهاب الشهراني، استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة والمناظير المتقدمة، رئيس الفريق الطبي المعالج، إن الطفل وصل إلى المستشفى في حالة نفسية سيئة للغاية. حيث كان منعزلًا في غرفته بشكل كامل، مما جعله يرفض التواصل مع من حوله. بعد استشارة طبية، تم نقله من مدينته إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، حيث خضع لعدد من الفحوصات الدقيقة، التي شملت تحاليل الدم، التصوير الإشعاعي للصدر، وتخطيط القلب، بالإضافة إلى تقييم شامل لحالته الصحية.
أظهرت الفحوصات أن الطفل مؤهل لإجراء عملية تكميم المعدة، التي تمت بواسطة المنظار الجراحي باستخدام ثلاث فتحات صغيرة فقط. وأضاف الدكتور الشهراني أن العملية كانت ناجحة، حيث تم نقل الطفل إلى غرفة الجراحة الخاصة بعد العملية، حيث أمضى نحو 24 ساعة تحت العناية الطبية المكثفة قبل أن يغادر المستشفى بحالة صحية جيدة.
تحسن الحالة الصحية والنتائج المتوقعة
من خلال المتابعة المستمرة في العيادة، أكد الدكتور الشهراني أن عملية التكميم كانت فعّالة في خفض الوزن، حيث بدأ الطفل في التخلص من الوزن الزائد بمعدل صحي ومنتظم. وبحسب التوقعات، من المتوقع أن يفقد الطفل أكثر من 50% من وزنه خلال العام الأول بعد العملية.
أثر السمنة على الأطفال
وفي تعليق له على تأثير السمنة على الأطفال، أوضح الدكتور عبدالوهاب الشهراني أن السمنة المفرطة في سن مبكرة تعتبر من الحالات الطبية المثيرة للقلق. فإلى جانب المشاكل الصحية المحتملة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، فإن السمنة تؤدي إلى مشاكل نفسية كبيرة مثل الاكتئاب و عدم تقدير الذات. وأشار إلى أن هذا الطفل كان قد تعرض لعدة حالات من التنمر في المدرسة بسبب وزنه الزائد، مما أدى إلى انقطاعه عن الدراسة لمدة عام كامل.
وأكد الدكتور الشهراني أن العمليات الجراحية لمثل هذه الحالات تتطلب فريقًا طبيًا متخصصًا و متمرسًا من جراحي السمنة وأطباء التخدير وطاقم التمريض، إضافة إلى تجهيزات خاصة للعمليات، مثل أدوات المناظير الجراحية المتخصصة وطاولة عمليات تتحمل الأوزان الكبيرة.
التبعات النفسية والجسدية للسمنة المفرطة
تشكل السمنة المفرطة لدى الأطفال خطرًا كبيرًا لا يقتصر فقط على الجانب الجسدي، بل يتعداه إلى الجانب النفسي أيضًا. فالطفل الذي يعاني من الوزن الزائد بشكل مفرط يواجه تحديات نفسية كبرى تشمل التنمر الاجتماعي والشعور بالعزلة، مما يؤدي إلى التأثير السلبي على ثقته بنفسه ومشاركته في الأنشطة الاجتماعية.
وفي الحالة التي خضع فيها الطفل للعملية، كانت السمنة سببًا في ضعف الحركة وعزله عن البيئة المدرسية والاجتماعية، حيث كانت ضغوطات السمنة تؤثر على حياته اليومية بشكل سلبي.
تكميم المعدة: الحل الفعّال للسمنة المفرطة
تعد جراحة تكميم المعدة إحدى أبرز الجراحات الموصى بها لعلاج السمنة المفرطة التي لا تنجح معها الوسائل الأخرى مثل الرياضة و الأنظمة الغذائية. تعتمد الجراحة على تقليص حجم المعدة، مما يساعد على تقليل الشهية وزيادة الاحساس بالشبع، مما يؤدي إلى خسارة الوزن بشكل تدريجي ومستدام.
تجدر الإشارة إلى أن العمليات الجراحية مثل تكميم المعدة تتطلب عناية طبية شاملة بعد العملية لمتابعة التغيرات في الوزن وضمان عدم حدوث أي مضاعفات صحية. وقد أظهر هذا الطفل تحسنًا ملحوظًا في صحته بعد العملية، مما يشير إلى أن هذا النوع من الجراحة يمكن أن يكون الحل الفعّال للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة.

















